معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت ؛ المعنى: بل أكنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت؛ إذ قال لبنيه...؟ فقولك: " إذ " ؛ الثانية؛ موضعها نصب؛ كموضع الأولى؛ وهذا بدل مؤكد؛ وقوله: قالوا نعبد إلهك وإله آبائك ؛ القراءة على الجمع؛ وقال بعضهم: " وإله أبيك " ؛ كأنه كره أن يجعل العم أباه؛ وجعل " إبراهيم " ؛ بدلا من " أبيك " ؛ مبينا عنه؛ وبخفض " إسماعيل " ؛ و " إسحاق " ؛ كان المعنى: " إلهك وإله أبيك وإله إسماعيل " ؛ كما تقول: " رأيت غلام زيد وعمرو " ؛ أي: " غلامهما " ؛ ومن قال: " وإله آبائك " ؛ فجمع؛ وهو المجتمع عليه؛ جعل " إبراهيم وإسماعيل وإسحاق " ؛ بدلا؛ وكان موضعهم خفضا على البدل المبين عن " آبائك " ؛ وقوله - عز وجل -: إلها واحدا ؛ منصوب على ضربين؛ إن شئت على الحال؛ كأنهم قالوا: " نعبد إلهك في حال وحدانيته " ؛ وإن شئت على البدل؛ وتكون الفائدة من هذا البدل ذكر التوحيد؛ فيكون المعنى: " نعبد إلها واحدا " .

التالي السابق


الخدمات العلمية