معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين ؛ عنى بذلك المنافقين؛ وإعراب " من " : الوقف؛ إلا أنها فتحت لالتقاء الساكنين؛ سكون النون من قولك: " من " ؛ وسكون النون الأولى من " الناس " ؛ وكان الأصل أن يكسر لالتقاء الساكنين؛ ولكنها فتحت لثقل اجتماع كسرتين لو كان " من الناس " ؛ لثقل ذلك؛ فأما " عن الناس " ؛ فلا يجوز فيه إلا الكسر؛ لأن أول " عن " ؛ مفتوح؛ و " من " ؛ إعرابها الوقف؛ لأنها لا تكون اسما تاما في [ ص: 85 ] الخبر إلا بصلة؛ فلا يكون الإعراب في بعض الاسم؛ فأما الإدغام في الياء في " من يقول " ؛ فلا يكون غيره؛ تقول: " من يقوم " ؛ فتدغم بغنة؛ وبغير غنة. وقوله - عز وجل -: وما هم بمؤمنين ؛ دخلت الباء مؤكدة لمعنى النفي؛ لأنك إذا قلت: " ما زيد أخوك " ؛ فلم يسمع السامع " ما " ؛ ظن أنك موجب؛ فإذا قلت: " ما زيد بأخيك " ؛ و " ما هم بمؤمنين " ؛ علم السامع أنك تنفي؛ وكذلك جميع ما في كتاب الله - عز وجل.

التالي السابق


الخدمات العلمية