معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله (تعالى): والله خلق كل دابة من ماء ؛ ويقرأ: " والله خالق كل دابة من ماء " ؛ فـ " دابة " ؛ اسم لكل حيوان مميز؛ وغيره؛ فلما كان لما يعقل؛ ولما لا يعقل؛ قال: فمنهم ؛ ولو كان لما لا يعقل؛ لقيل: " فمنها " ؛ أو: " منهن " ؛ ثم قال: من يمشي على بطنه ؛ فقال: " من " ؛ وأصل " من " ؛ لما يعقل؛ لأنه لما خلط الجماعة فقيل: " فمنهم " ؛ جعلت العبارة بـ " من " ؛ وقيل: " يمشي على بطنه " ؛ لأن كل سائر كان له رجلان؛ أو أربع؛ أو لم تكن له قوائم؛ يقال له: " ماش " ؛ و " قد مشى " ؛ ويقال لكل مستمر: " ماش " ؛ وإن لم يكن من الحيوان؛ حتى يقال: " قد مشى هذا الأمر " ؛ من ماء ؛ وإنما قيل: " من ماء " ؛ كما قال الله - سبحانه -: وجعلنا من الماء كل شيء حي ؛

التالي السابق


الخدمات العلمية