معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا ؛ اللفظ لفظ استخبار؛ والمعنى معنى تقرير وتوبيخ؛ ومعناه: " أحسبوا أن نقنع منهم أن يقولوا إنا مؤمنون؛ فقط؛ ولا يمتحنون بما يتبين به حقيقة إيمانهم " ؛ وجاء في التفسير - في قوله - جل وعز -: وهم لا يفتنون -: " لا يختبرون بما يعلم به صدق إيمانهم من كذبه " ؛ وقيل: " لا يفتنون " : لا يبتلون في أنفسهم؛ وأموالهم؛ فيعلم بالصبر على البلاء الصادق الإيمان من غيره؛ وموضع " أن " ؛ الأولى: نصب؛ اسم " حسب " ؛ وخبره؛ وموضع " أن " ؛ الثانية: نصب؛ من جهتين؛ أجودهما أن تكون منصوبة بـ " يتركوا " ؛ فيكون المعنى: " أحسب الناس أن يتركوا لأن يقولوا " ؛ و " بأن يقولوا " ؛ فلما حذف حرف الخفض؛ وصل بـ " يتركوا " ؛ إلى " أن " ؛ فنصب؛ ويجوز أن تكون الثانية [ ص: 160 ] العامل فيها " أحسب " ؛ كأن المعنى على هذا - والله أعلم -: " أحسب الناس أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون؟ " ؛ والأولى أجود.

التالي السابق


الخدمات العلمية