معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: ووصينا الإنسان بوالديه حسنا ؛ القراءة " حسنا " ؛ وقد رويت: " إحسانا " ؛ و " حسنا " ؛ أجود لموافقة المصحف؛ فمن قال: " حسنا " ؛ فهو مثل " وصينا " ؛ إلا أن يفعل بوالديه ما يحسن؛ ومن قرأ: " إحسانا " ؛ فمعناه: " ووصينا الإنسان أن يحسن إلى والديه إحسانا " ؛ وكأن " حسنا " ؛ أعم في البر؛ وقوله: وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما ؛ معناه: " وإن جاهداك أيها الإنسان والداك لتشرك بي " ؛ وكذلك " على أن تشرك بي " ؛ ويروى أن رجلا خرج من مكة مهاجرا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة؛ فحلفت أمه ألا يظلها بيت حتى يرجع؛ فأعلم الله أن بر الوالدين واجب؛ ونهى أن يتابعا على معصية الله والشرك به؛ وإن كان ذلك عند الوالدين برا.

التالي السابق


الخدمات العلمية