معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
ولقد صدق عليهم إبليس ظنه ؛ ويقرأ: " ولقد صدق عليهم إبليس ظنه " ؛ برفع " إبليس " ؛ ونصب الظن؛ وصدقه في ظنه أنه ظن بهم إذا أغواهم اتبعوه؛ فوجدهم كذلك؛ فقال: فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين ؛ فمن قال: " صدق " ؛ نصب الظن؛ لأنه مفعول به؛ ومن خفف فقال " صدق " ؛ نصب الظن مصدرا؛ [ ص: 252 ] على معنى: " صدق عليهم إبليس ظنا ظنه " ؛ و " صدق في ظنه " ؛ وفيها وجهان آخران؛ أحدهما: " ولقد صدق عليهم إبليس ظنه " ؛ " ظنه " ؛ بدل من " إبليس " ؛ كما قال (تعالى): يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه ؛ ويجوز: " ولقد صدق عليهم إبليس ظنه " ؛ على معنى: " صدق ظن إبليس باتباعهم إياه " ؛ وقد قرئ بهما.

التالي السابق


الخدمات العلمية