معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
[ ص: 297 ] سورة "المطففين"

مكية

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله - عز وجل -: ويل للمطففين ؛ "ويل"؛ رفع بالابتداء؛ والخبر قوله: للمطففين ؛ ولو كان في غير القرآن لجاز "ويلا للمطففين"؛ على معنى: "جعل الله لهم ويلا"؛ والرفع أجود في القراءة؛ لأن المعنى: "قد ثبت لهم هذا"؛ و"الويل": كلمة تقال لكل من هو في عذاب وهلكة؛ و"المطففون": الذين ينقصون المكيال والميزان؛ وإنما قيل للفاعل من هذا: "مطفف"؛ لأنه لا يكاد يسرق في المكيال والميزان إلا الشيء الحقير الطفيف؛ وإنما أخذ من "طف الشيء"؛ وهو جانبه؛ وقد فسر أمره في السورة؛ فقال: الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون ؛ المعنى: "إذا اكتالوا من الناس استوفوا عليهم الكيل؛ وكذلك إذا اتزنوا استوفوا الوزن"؛ ولم يذكر "إذا اتزنوا"؛ لأن الكيل؛ والوزن؛ بهما الشراء والبيع فيما يكال ويوزن.

التالي السابق


الخدمات العلمية