معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
فلما وضح لهم أنه من عند الله قالوا: ادع لنا ربك يبين لنا ما هي ؛ وإنما سألوا: " ما هي؟ " ؛ لأنهم لا يعلمون أن بقرة يحيا بضرب بعضها ميت؛ قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر ؛ ارتفع " فارض " ؛ بإضمار " هي " ؛ ومعنى " لا فارض " : لا كبيرة؛ و " ولا بكر " : لا صغيرة؛ أي ليست بكبيرة؛ ولا صغيرة؛ عوان ؛ " العوان " : دون المسنة؛ وفوق الصغيرة؛ ويقال من الفارض: " فرضت؛ تفرض؛ فروضا " ؛ ومن العوان: " قد عونت؛ تعون " ؛ ويقال: " حرب عوان " ؛ إذا لم تكن أول حرب؛ وكانت ثانية؛ قال زهير :


إذا لقحت حرب عوان مضرة ... ضروس تهز الناس أنيابها صعل



ومعنى " بين ذلك " : بين البكر؛ والفارض؛ وبين الصغيرة؛ والكبيرة؛ وإنما جاز " بين ذلك " ؛ و " بين " لا يكون إلا مع اثنين؛ أو أكثر؛ لأن " ذلك " ؛ ينوب عن الجمل؛ فتقول: " ظننت زيدا قائما " ؛ فيقول القائل: " ظننت ذلك " ؛

التالي السابق


الخدمات العلمية