معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله : وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ؛ معنى " مفاتح الغيب " : أي : عنده الوصلة إلى علم الغيب؛ وكل ما لا يعلم إذا استعلم يقال فيه : " افتح علي " ؛ قوله : ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ؛ المعنى أنه يعلمها ساقطة؛ وثابتة؛ وأنت تقول : " ما يجيئك أحد إلا وأنا أعرفه " ؛ فليس معناه : إلا وأنا أعرفه في حال مجيئه فقط؛ ويجوز " ولا حبة " ؛ ويجوز " ولا حبة " ؛ فمن رفع فعلى ضربين؛ جائز أن يكون على معنى " ما تسقط ورقة ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين " ؛ و " في كتاب مبين " ؛ هنا؛ على معنيين يتصرف؛ ويجوز أن يكون معنى " في كتاب مبين " ؛ أن يكون الله أثبت ذلك في كتاب من قبل أن يخلق؛ كما قال : ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها ؛ فأعلم أنه قد أثبت ما خلق من قبل خلقه.

التالي السابق


الخدمات العلمية