معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله : وإذا جاءتهم آية ؛ هذه الهاء والميم تعودان على الأكابر الذين جرى ذكرهم؛ لأنهم [ ص: 289 ] قالوا : لن نؤمن حتى نعطى من الآيات مثل ما أعطي الأنبياء؛ وأعلم الله - عز وجل - أنه أعلم من يصلح؛ فقال - جل وعز - : ولقد اخترناهم على علم على العالمين ؛ وقوله : الله أعلم حيث يجعل رسالته ؛ أي : هو أعلم بمن يختص للرسالة؛ وقال بعضهم : لا يبلغ في تصديق الرسل إلا أن يكونوا قبل مبعثهم مطاعين في قومهم؛ لأن الطعن كان يتسع عليهم؛ ويقال : إنما كانوا أكابر ورؤساء؛ فاتبعوا؛ سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله ؛ أي : هم وإن كانوا أكابر في الدنيا؛ سيصيبهم صغار عند الله؛ أي : مذلة؛ و " عند " ؛ متصلة بـ " سيصيبهم عند الله صغار " ؛ وجائز أن تكون " عند " ؛ متصلة بـ " صغار " ؛ فيكون المعنى : " سيصيب الذين أجرموا صغار ثابت لهم عند الله " ؛ ولا تصلح أن تكون " من " ؛ محذوفة من " عند " ؛ إنما المحذوف في " من عند " ؛ في المعنى؛ إذا قلت : " زيد عند عمرو " ؛ والمعنى : " زيد في حضرة عمرو " .

التالي السابق


الخدمات العلمية