دليل الحيران على مورد الظمآن

المارغني - إبراهيم بن أحمد المارغني

صفحة جزء
ثم قال:

وفيه أيضا جاء لفظ كاذب ميقات مع مشارق مغارب


كلا وقد جاء كذاك فيهما     لدى المعارج ولكن عنهما

أخبر عن أبي داود بحذف ألف لفظ: كاذب، و: ميقات، و: مشارق، و: مغارب، وعن أبي عمرو بحذف الألف في: مشارق، و: مغارب، بسورة "المعارج"، كما يحذفهما أبو داود.

أما "كاذب" ففي "هود": ومن هو كاذب وارتقبوا .

وفي "غافر": وإن يك كاذبا ، وهو متعدد.

وأما "ميقات" ففي "الأعراف": فتم ميقات ربه أربعين ليلة ، ولما جاء موسى لميقاتنا ، وهو متعدد ومنوع كما مثل، وقد نص في "المقنع" على ثبت هذا الوزن، ويندرج في إطلاق الناظم: "ميقاتا" من قوله تعالى: إن يوم الفصل كان ميقاتا في النبأ.

وأما "مشارق"، و: "مغارب" ففي "الأعراف": وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها .

وفي الصافات: ورب المشارق .

وأما "مشارق"، ومغارب، المحذوفان للشيخين في المعارج، فقوله تعالى: فلا أقسم برب المشارق والمغارب ، والعمل عندنا على ما لأبي داود من الحذف في الألفاظ الأربعة المذكورة حيث وقعت، والضمير في قول الناظم، "وفيه" يعود على "التنزيل" الأخير، وقوله: "كلا" حال من "مشارق"، و: "مغارب"، [ ص: 106 ] وفاعل "جاء" الثاني ضمير الحذف، و: "لدى" بمعنى: "في".

التالي السابق


الخدمات العلمية