دليل الحيران على مورد الظمآن

المارغني - إبراهيم بن أحمد المارغني

صفحة جزء
ثم قال:


............ وباضطراب في أدعيائهم لدى الأحزاب


فاكهة واحذف له أساءوا     ويتخافتون لا امتراء

أخبر عن أبي داود بالاضطراب، أي: الخلاف في حذف ألف: "أدعيائهم" الواقع في "الأحزاب" وألف "فاكهة"، ثم أمر لأبي داود بحذف ألف: "أساءوا" و: "يتخافتون".

أما "أدعيائهم" ففي "الأحزاب" فهو: لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم ، واحترز بقيد الإضافة إلى ضمير الغائبين عن غير المضاف إليه نحو: وما جعل أدعياءكم أبناءكم فإنه لا خلاف في ثبت ألفه، وذكر السورة بيان للمحل لا قيد، واختار في التنزيل إثبات الألف في: "أدعيائهم".

وأما "فاكهة" ففي "يس" لهم فيها فاكهة ، وهو متعدد في "الزخرف"، و: "الدخان"، و: "الواقعة"، وغيرها.

وأما "أساءوا" ففي: "الروم" ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى ، وفي "النجم" ليجزي الذين أساءوا بما عملوا .

وأما "يتخافتون" ففي: "طه": يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا .

وفي "ن" فانطلقوا وهم يتخافتون . والعمل عندنا على ثبت ألف: "أدعيائهم"، في "الأحزاب" وحذف: ألف "فاكهة" حيث وقع، وحذف ألف "أساءوا" ويتخافتون، وقوله: باضطراب متعلق بفعل محذوف يدل عليه آخر البيت السابق، تقديره: حذف، والباء في باضطراب بمعنى: مع، و: "فاكهة"، عطف على "أدعيائهم"، ولا من قوله: "لا امتراء" من أخوات: "ليس"، و: "امتراء" اسمها، وخبرها محذوف تقديره موجودا، والامتراء الشك.

التالي السابق


الخدمات العلمية