دليل الحيران على مورد الظمآن

المارغني - إبراهيم بن أحمد المارغني

صفحة جزء
ثم قال:


ربائب كفارة يواري ميراث الأنعام مع أواري

أخبر عن أبي داود بحذف ألف: "ربائب"، و: "كفارة"، و: "يواري"، و: "ميراث" و: "الأنعام"، و: "أواري".

أما "ربائب" ففي "النساء": وربائبكم اللاتي في حجوركم لا غيره.

وأما "كفارة"، فنحو: فكفارته إطعام عشرة مساكين ذلك كفارة أيمانكم ، أو كفارة طعام مساكين في "العقود"، وكان من حق الناظم أن يستثني لأبي داود: فهو كفارة له الواقع أولا في "العقود"; لأن أبا داود ذكر ألفاظ: "كفارة"، كلها وسكت عنه، وقد أطلق صاحب "المنصف" [ ص: 96 ] الحذف في لفظ: "كفارة" كالناظم هنا، وفي "عمدة البيان".

وأما "يواري" ففي "العقود": ليريه كيف يواري سوءة أخيه ، وفي "الأعراف": يواري سوآتكم وريشا .

وأما "ميراث" ففي "آل عمران": ولله ميراث السماوات والأرض ، ومثله في "الحديد" .

وأما "الأنعام" فنحو: فليبتكن آذان الأنعام وقالوا هذه أنعام متاعا لكم ولأنعامكم ، هو متعدد ومنوع كما مثل.

وأما "أواري" ففي "العقود": فأواري سوءة أخي ، والعمل عندنا على الحذف في جميع هذه الألفاظ المذكورة في هذا البيت حيث وقعت إلا "كفارة" من: فهو كفارة له في "العقود"، فالعمل عندنا على ثبته.

وسكت الناظم عن لفظ "أرحام" من قوله تعالى: أرحام الأنثيين في "الأنعام"، ومن قوله تعالى: وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في الأنفال; لأن أبا داود ضعف فيهما الحذف كما قيل، واختار الإثبات وعلى ما اختاره العمل عندنا.

وأما غير هذين من لفظ: "أرحام" فهو ثابت باتفاق نحو: واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام في "النساء" وما تغيض الأرحام وما تزداد في الرعد، ويعلم ما في الأرحام في "لقمان".

وقوله: "ربائب"، والألفاظ الأربعة بعده عطف على "فرادى" في البيت السابق بحذف العاطف.

التالي السابق


الخدمات العلمية