مباحث في علوم القرآن

مناع القطان - مناع خليل القطان

صفحة جزء
ما يشمله الخطاب

اختلف في الخطاب الخاص بالرسول -صلى الله عليه وسلم- كقوله تعالى : يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين .

وقوله : يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر ، هل يشمل الأمة أم لا يشملها ؟

أ- فذهب قوم إلى أنه يشملها باعتباره قدوة لها .

ب- وذهب آخرون إلى أنه لا يشملها ; لأن الصيغة تدل على اختصاصه بها .

واختلفوا أيضا في الخطاب من الله تعالى بـ " يا أيها الناس " كقوله : يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ، هل يشمل الرسول أم لا ؟ والصحيح في ذلك أنه يشمله لعمومه وإن كان الخطاب قد ورد على لسانه ليبلغ غيره .

وقد فصل بعضهم فقال : إن اقترن الخطاب بـ " قل " لم يشمله لأن ظاهره البلاغ كقوله : قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ، إلا شمله .

وما ورد في الخطاب مضافا إلى الناس أو المؤمنين كقوله : يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ، وقوله :

[ ص: 222 ] يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه .

فالمختار في الأول : أنه يشمل الكافر والعبد والأنثى .

والمختار في الثاني : أنه يشمل الأخيرين فقط لمراعاة التكليف بالنسبة إلى الجميع ، وخروج العبد عن بعض الأحكام كوجوب الحج والجهاد إنما هو لأمر عارض كفقره واشتغاله بخدمة سيده .

ومتى اجتمع المذكر والمؤنث غلب التذكير . وأكثر خطاب الله تعالى في القرآن بلفظ التذكير ، والنساء يدخلن في جملته . وقد يأتي ذكرهن بلفظ مفرد تبيينا وإيضاحا . وهذا لا يمنع دخولهن في اللفظ العام الصالح لهن ، كما جاء في قوله تعالى : ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى .

"

التالي السابق


الخدمات العلمية