صفحة جزء
باب صوم التطوع التطوع التقرب إلى الله تعالى بما ليس بفرض من العبادات ، والأصل في الباب خبر الصحيحين { من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا } وفي الحديث { كل عمل ابن آدم له ، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به } والصحيح تعلق الغرماء به كسائر الأعمال لخبر الصحيحين ، وحينئذ فتخصيصه بكونه له لأنه أبعد عن الرياء من غيره ، وقد اختلفوا في معناه على أقوال تزيد على خمسين قولا ( يسن صوم الاثنين والخميس ) لما

[ ص: 206 ] صح { أنه صلى الله عليه وسلم كان يتحرى صومهما وقال إنهما يومان تعرض فيهما الأعمال فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم } قال الأذرعي : ويسن أيضا المحافظة على صومهما والمراد عرضها على الله ، وأما رفع الملائكة لها فإنه بالليل مرة وبالنهار مرة ، ورفعها في شعبان ، الثابت بخبر أحمد { أنه صلى الله عليه وسلم سئل عن إكثاره الصوم في شعبان فقال : إنه شهر ترفع فيه الأعمال فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم } محمول على رفع الأعمال جملة ، وسمي الاثنين لأنه ثاني الأسبوع بناء على أن أوله الأحد وهو ما نقله ابن عطية عن الأكثرين ، لكن الذي صوبه السهيلي ونقله عن كافة العلماء أنه السبت وهو الأصح .


حاشية الشبراملسي

( باب صوم التطوع )

( قوله : التطوع : التقرب إلخ ) أي شرعا ( قوله { من صام يوما في سبيل الله } ) أي الجهاد وفيه دلالة فضل صوم التطوع ( قوله : كسائر الأعمال ) أي فروضها وسننها وما ضوعف منها ( قوله يسن صوم الاثنين والخميس ) سئل

[ ص: 206 ] الشيخ الرملي عن الأفضل هل هو صوم الخميس أو الاثنين ؟ فأجاب رحمه الله بأن صوم الاثنين أفضل ا هـ . كذا رأيته بهامش ، ولعل وجهه أن فيه بعثته صلى الله عليه وسلم ومماته وسائر أطواره صلى الله عليه وسلم

حاشية المغربي

[ ص: 205 ] قوله لخبر الصحيحين ) الذي في التحفة كالدميري لخبر مسلم ، ولفظه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { أتدرون من المفلس ؟ ثم ذكر أنه رجل يأتي يوم القيامة وقد ظلم هذا وسفك دم هذا وانتهك عرض هذا ، ويأتي وله صلاة وزكاة وصوم ، قال : فيأخذ هذا بكذا ، إلى أن قال : وهذا بصومه }

التالي السابق


الخدمات العلمية