صفحة جزء
( و ) صوم ( عاشوراء ) بالمد فيه وفيما بعده وهو عاشر المحرم لخبر { أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله } وإنما لم يجب صومه للأخبار الدالة على الأمر بصومه كخبر الصحيحين { إن هذا اليوم يوم عاشوراء ولم يكتب عليكم صيامه ، فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر } وحملوا الأخبار الواردة بالأمر بصومه على تأكد الاستحباب وإنما كان صوم عرفة بسنتين وعاشوراء بسنة لأن الأول يوم محمدي ، والثاني يوم موسوي ، ونبينا صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم فكان يومه بسنتين ( و ) صوم ( تاسوعاء ) وهو تاسع المحرم لخبر { لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع } فمات قبله ، والحكمة في صومه مع عاشوراء الاحتياط له لاحتمال الغلط في أول الشهر ، وللمخالفة لليهود فإنهم يصومون العاشر ، وللاحتراز من إفراده كما في يوم الجمعة ولذلك يسن أن يصوم معه الحادي عشر إن لم يصم التاسع ، بل في الأم وغيرها أنه يندب صوم الثلاثة لحصول الاحتياط به وإن صام التاسع إذ الغلط قد يكون بالتقديم وبالتأخير ، وإنما لم يسن هنا صوم الثامن احتياطا لحصوله بالتاسع ولكونه كالوسيلة للعاشر فلم يتأكد أمره

[ ص: 208 ] حتى يطلب له احتياط بخصوصه . نعم يسن صوم الثمانية قبله نظير ما مر في الحجة ذكره الغزالي ، وظاهر ما ذكر من تشبيهه بيوم الجمعة أنه يكره إفراده لكن في الأم لا بأس بإفراده .


حاشية الشبراملسي

( قوله : عاشوراء ) قال أبو منصور اللغوي : ولم يجئ فاعولاء في كلام العرب إلا عاشوراء ، والضاروراء اسم الضراء والساروراء اسم السراء والدالولاء اسم للدالة وخابوراء اسم موضع ، وقوله اسم للدالة : أي النوبة ( قوله : إلى قابل ) هو مصروف ، ووقع لبعضهم خلافه

[ ص: 208 ] فاحذره فإنه سبق قلم

التالي السابق


الخدمات العلمية