صفحة جزء
كتاب الوديعة هي لغة ما وضع عند غير مالكه لحفظه من ودع إذا سكن ; لأنها ساكنة عند الوديع ، وقيل من الدعة أي الراحة ; لأنها تحت راحته ومراعاته

وشرعا العقد المقتضي للاستحفاظ أو العين المستحفظة به حقيقة فيهما ، وتصح إرادتهما وإرادة كل منهما في الترجمة ثم عقدها في الحقيقة توكيل من جهة المودع وتوكل من جهة الوديع في حفظ مال أو اختصاص كنجس منتفع به ، فخرجت اللقطة ، والأمانة الشرعية كأن طير نحو ريح شيئا إليه أو إلى محله وعلم به والحاجة بل الضرورة داعية إليها .

وأركانها بمعنى الإيداع أربعة : وديعة ، ومودع ، ووديع ، وصيغة .

وشرط الوديعة كما علم مما قررناه كونها محترمة كنجس يقتنى وحبة بر ، بخلاف نحو كلب لا ينفع وآلة لهو .

والأصل فيها قبل الإجماع آية { إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها } وهي وإن نزلت في رد مفتاح الكعبة إلى عثمان بن طلحة فهي عامة في جميع الأمانات

قال الواحدي : أجمعوا على أنها نزلت بسبب مفتاح الكعبة ولم .

[ ص: 111 ] ينزل في جوف الكعبة آية سواها وقوله تعالى { فليؤد الذي اؤتمن أمانته } وخبر { أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك } رواه الحاكم وقال على شرط مسلم .

وروى البيهقي عن عمر رضي الله تعالى عنه أنه قال وهو يخطب للناس : لا يعجبنكم من الرجل طنطنته ، ولكن من أدى الأمانة وكف عن أعراض الناس فهو الرجل .


حاشية الشبراملسي

كتاب الوديعة ( قوله : من ودع ) بضم الدال شوبري لكن قال في القاموس وودع ككرم ووضع فهو وديع ووادع سكن واستقر كاتدع ا هـ ( قوله : وإرادة كل منهما ) لكن إن حملت في الترجمة على العقد وجب أن يراد بالضمير في قوله عن حفظها العين فيكون فيه استخدام ( قوله : في حفظ مال أو اختصاص ) هذا التعريف لا يشمل التوكيل في استيفاء القصاص في نفس أو طرف ولا استيفاء الحدود كحد القذف فإنه توكيل لا إيداع وعليه فكل إيداع توكيل ولا عكس ( قوله فخرجت اللقطة ) أي بتفسيرها شرعا بأنها العقد المقتضي ( قوله : والأمانة ) عطف الأمانة على اللقطة ; لأن المغلب في اللقطة معنى الإكساب ( قوله : بمعنى الإيداع ) أي لا العين ( قوله : وشرط الوديعة ) أي ليتأتى فيها الأحكام الآتية ( قوله : وآلة لهو ) أي فلا يجب عليه حفظه ولا مراعاته ( قوله : فهي عامة ) الأولى حذف [ ص: 111 ] الفاء ; لأن ما بعدها خبر عن هي ويجوز جعلها جوابا لأن ( قوله : وقوله تعالى ) أي والأصل فيها قوله تعالى إلخ ( قوله : طنطنته ) أي كلامه الدال على شدة فصاحته ، وفي القاموس الطنين كأمير صوت الذباب كطنطن ، والطنطنة حكاية صوت الطنبور وشبهه ا هـ .

حاشية المغربي

كتاب الوديعة

التالي السابق


الخدمات العلمية