البحر الرائق شرح كنز الدقائق

ابن نجيم - زين الدين بن إبراهيم بن محمد

صفحة جزء
( قوله : لا يشم ريحانا لا يحنث بشم ورد وياسمين ) ; لأن الريحان عند الفقهاء ما لساقه رائحة طيبة كما لورقه ، وقيل في عرف أهل العراق اسم لما لا ساق له من البقول مما له رائحة مستلذة وقيل اسم ما ليس له شجر ، وعلى كل فليس الورد والياسمين منه ، وإن كان في اللغة اسم لكل ما طاب ريحه من النبات ، وفي فتح القدير والذي يجب أن يعول عليه في ديارنا إهدار ذلك كله ; لأن الريحان متعارف لنوع وهو ريحان الحماحم ، وأما الريحان الترنجي منه فيمكن أن لا يكون ; لأنهم يلزمونه التقييد فيقال ريحان ترنجي وعندنا يطلقون اسم الريحان لا يفهم منه إلا الحماحم فلا يحنث [ ص: 402 ] إلا بعين ذلك النوع . ا هـ .

وما قاله هو الواقع في مصر ويشم بفتح الياء والشين مضارع شممت الطيب بكسر الميم في الماضي هذه هي اللغة المشهورة الفصيحة . وأما شممته أشمه بفتح الميم في الماضي وضمها في المضارع فقد أنكرها بعض أهل اللغة ، وقال هو خطأ وصحح عدمه فقد نقلها الفراء وغيره ، وإن كانت ليست بفصيحة ثم يمين الشم تنعقد على الشم المقصود فلو حلف لا يشم طيبا فوجد ريحه لم يحنث ، ولو وصلت الرائحة إلى دماغه كذا في فتح القدير .

التالي السابق


الخدمات العلمية