صفحة جزء
[ ص: 251 ] ما جاء في القراءة على الجنائز قلت لعبد الرحمن بن القاسم : أي شيء يقال على الميت في قول مالك ؟

قال : الدعاء للميت .

قلت : فهل يقرأ على الجنازة في قول مالك ؟ قال : لا .

قلت : فهل وقت لكم مالك ثناء على النبي وعلى المؤمنين ؟ فقال : ما علمت أنه قال إلا الدعاء للميت فقط .

قال ابن وهب عن داود بن قيس أن زيد بن أسلم حدثه : { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الصلاة على الميت : أخلصوه بالدعاء } قال ابن وهب عن رجال من أهل العلم عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن عمر وفضالة بن عبيد وأبي هريرة وجابر بن عبد الله وواثلة بن الأسقع والقاسم بن محمد وسالم بن عبد الله وابن المسيب وربيعة وعطاء بن أبي رباح ويحيى بن سعيد : أنهم لم يكونوا يقرءون في الصلاة على الميت .

قال ابن وهب وقال مالك : ليس ذلك بمعمول به ببلدنا إنما هو الدعاء ، أدركت أهل بلدنا على ذلك .

قال ابن وهب عن الليث بن سعد عن إسماعيل بن رافع المدني ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا صلى على الميت : { اللهم إنه عبدك وابن عبدك وابن أمتك أنت هديته للإسلام وأنت قبضت روحه وأنت أعلم بسره وعلانيته جئنا لنشفع له فشفعنا فيه ، اللهم إني أستجير بحبل جوارك له إنك ذو وفاء ذمة وقه من فتنة القبر وعذاب جهنم } .

قال ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن أبي حمزة بن سليم عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك الأشجعي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { اللهم اغفر له وارحمه واعف عنه وعافه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بماء وثلج وبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله دارا [ ص: 252 ] خيرا من داره ، وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه ، وقه من فتنة القبر وعذاب النار } .

قال عوف فتمنيت أن لو كنت أنا الميت لدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم .

قال ابن وهب عن مالك عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه أنه سأل أبا هريرة كيف تصلي على الجنازة ؟ فقال : أنا لعمر الله أخبرك ، اتبعها من أهلها فإذا وضعت كبرت وحمدت الله وصليت على نبيه ثم أقول : اللهم إنه عبدك وابن عبدك وابن أمتك ، كان يشهد أن لا إله إلا أنت وأن محمدا عبدك ورسولك وأنت أعلم به ، اللهم إن كان محسنا فزد في إحسانه وإن كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته ، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده .

قال مالك : هذا أحسن ما سمعت في الدعاء على الجنازة وليس فيه حد معلوم .

قال سحنون عن أنس بن عياض عن إسماعيل بن رافع المدني عن رجل قال : سمعت إبراهيم النخعي يقول ، كان ابن مسعود يقول إذا أتى بالجنازة استقبل الناس فقال : أيها الناس إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { كل مائة أمة ولن تجتمع مائة لميت فيجتهدون له بالدعاء إلا وهب الله ذنوبه لهم وإنكم جئتم شفعاء لأخيكم فاجتهدوا له بالدعاء ، ثم استقبل القبلة فإن كان رجلا قام عند وسطه ، وإن كانت امرأة قام عند منكبيها ثم قال : اللهم إنه عبدك وابن عبدك أنت خلقته وأنت هديته للإسلام ، وأنت قبضت روحه وأنت أعلم بسره وعلانيته جئنا شفعاء له ، اللهم إنا نستجير بحبل جوارك له إنك ذو وفاء وذمة ، اللهم أعذه من فتنة القبر وعذاب جهنم ، اللهم إن كان محسنا فزد في إحسانه وإن كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته ، اللهم نور له في قبره وألحقه بنبيه ، قال : يقول هذا كلما كبر ، وإذا كانت التكبيرة الآخرة قال مثل ذلك ثم يقول : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم صل على أسلافنا وأفراطنا ، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات ، والمؤمنين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات ، ثم ينصرف } .

قال إسماعيل قال إبراهيم : { كان ابن مسعود يعلم الناس هذا في الجنائز وفي المجالس ، قال : وقيل له : أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقف على القبر إذا فرغ منه ؟ قال : نعم ، كان إذا فرغ منه وقف عليه ثم قال : اللهم نزل بك صاحبنا وخلف الدنيا وراء ظهره ونعم النزول به أنت ، اللهم ثبت عند المسألة منطقه ، ولا تبتله في قبره بما لا طاقة له به ، اللهم نور له في قبره وألحقه بنبيه } .

التالي السابق


الخدمات العلمية