صفحة جزء
3745 13 - حدثنا أحمد بن يونس ، حدثنا زهير ، حدثنا سليمان التيمي ، أن أنسا حدثهم قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ح وحدثني عمرو بن خالد ، حدثنا زهير ، عن سليمان التيمي ، عن أنس - رضي الله عنه - قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : من ينظر ما صنع أبو جهل ؟ فانطلق ابن مسعود فوجده قد ضربه ابنا عفراء حتى برد ، قال : آأنت أبو جهل ؟ قال : فأخذ بلحيته ، قال : وهل فوق رجل قتلتموه ، أو رجل قتله قومه ، قال أحمد بن يونس : أنت أبو جهل .


مطابقته للترجمة ظاهرة .

وأخرجه من طريقين ( أحدهما ) : عن أحمد بن يونس هو أحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي الكوفي ، عن زهير بن معاوية الجعفي الكوفي ، عن سليمان بن طرخان التيمي البصري ، عن أنس ، وأخرجه مسلم في المغازي أيضا عن علي بن حجر وعن حامد بن عمر ، ( والآخر ) : عن عمرو بن خالد الجزري ، سكن مصر ، عن زهير إلى آخره ، وقال الكرماني : الحديث من مراسيل الصحابة ; لأن الأصح أن أنسا لم يشهد بدرا ، ( قلت ) : قد ذكرنا عن قريب عن أبي داود أنه روى بإسناد صحيح عن أنس أنه قال : كنت أمنح الماء لأصحابي يوم بدر .

قوله: " ابنا عفراء " يعني معاذا ومعوذا ، وفي صحيح مسلم أن اللذين قتلاه معاذ بن عمرو بن الجموح ، ومعاذ بن عفراء ، وهو ابن الحارث بن رفاعة بن سواد ، وعفراء أمه ، وهي ابنة عبيد بن ثعلبة النجارية ، وكذلك تقدم في كتاب الجهاد في باب من لم يخمس الأسلاب أن معاذ بن عمرو هو الذي قطع رجل أبي جهل وصرعه ، ثم ضربه معوذ بن عفراء حتى أثبته ، ثم تركه وبه رمق فدفق عليه عبد الله بن مسعود واحتز رأسه ، ( فإن قلت ) : ما وجه الجمع بين هذه الأقاويل ؟ ( قلت ) : لعل القتل كان بفعل الكل ، فأسند كل راو إلى ما رآه من الضرب ، أو من زيادة الأثر على حسب اعتقاده . قوله : " حتى برد " بفتحتين ، أي : حتى مات . قوله : " قال " أي : ابن مسعود : أنت أبو جهل ، هذا على أصل رواية المستملي وحده ، وفي رواية الأكثرين : أنت أبا جهل بالنصب على النداء ، أي : أنت مصروع يا أبا جهل ، أو هو على مذهب من يقول : ولو ضربه يا أبا قبيس ، أو تقديره : أنت تكون أبا جهل ، وخاطبه بذلك مقرعا له ومتشفيا منه لأنه كان يؤذيه بمكة أشد الأذى ، وعند أبي إسحاق والحاكم من حديث ابن عباس قال ابن مسعود : فوجدته بآخر رمق فوضعت رجلي على عنقه فقلت : أخزاك الله يا عدو الله ، قال : وبما أخزاني ؟ ! هل أعمد من رجل قتلتموه ، وقال عياض : إن ابن مسعود إنما [ ص: 86 ] وضع رجله على عنق أبي جهل ليصدق رؤياه ، فإنه رأى ذلك في المنام ، قال : وزعم رجال من بني مخزوم أنه قال : لقد ارتقيت يا رويعي الغنم مرتقى صعبا ، قال : ثم احتززت رأسه فجئت به رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - فقلت : هذا رأس عدو الله أبي جهل ، فقال : والله الذي لا إله إلا هو ؟ فحلف له ، ويقال : مر ابن مسعود على أبي جهل فقال : الحمد لله الذي أخزاك وأعز الإسلام ، فقال أبو جهل : أتشتمني يا رويع هذيل ، فقال : نعم والله وأقتلك ، فحذفه أبو جهل بسيفه ، وقال : دونك هذا إذا ، فأخذه عبد الله فضربه حتى قتله ، وجاء إلى النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - وقال : يا رسول الله ، قتلت أبا جهل ، فقال : الله الذي لا إله إلا هو ؟ فحلف له ، فأخذه النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - بيده ، ثم انطلق معه حتى أراه إياه ، فقام عنده وقال : الحمد لله الذي أعز الإسلام وأهله ، ثلاث مرات ، وعن أبي إسحاق : لما جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - البشير بقتل أبي جهل استحلفه ثلاثة أيمان بالله الذي لا إله إلا هو لقد رأيته قتيلا ، فحلف له ، فخر - صلى الله عليه وسلم - ساجدا .

قوله : " وهل فوق رجل قتلتموه " قال النووي : أي : لا عار علي في قتلكم إياي . قوله : " أو رجل قتله قومه " شك من الراوي ، وهو سليمان التيمي ، بينه ابن علية عنه ، وقال التيمي أيضا : قال أبو مجلز : قال أبو جهل : فلو غير أكار قتلني ، وهذا في مسلم ، وهو مرسل ، وأبو مجلز بكسر الميم وسكون الجيم وفتح اللام وفي آخره زاي ، واسمه لاحق بن حميد السدوسي البصري التابعي المشهور ، وروى عنه سليمان التيمي وغيره ، والأكار بفتح الهمزة وتشديد الكاف وفي آخره راء ، وهو الزراع ، وأراد بذلك ابني عفراء لأنهما من الأنصار وهم أصحاب زرع ونخل ، وأشار بذلك إلى تنقيصهم .

قوله: " قال أحمد بن يونس " وهو شيخه في الطريق الأول للحديث المذكور ، أي : قال أحمد في روايته ، قال ابن مسعود : أنت أبو جهل ، على الأصل ، وعامة الرواة على قوله : أنت أبو جهل ، وقد ذكرنا وجهه .

التالي السابق


الخدمات العلمية