صفحة جزء
3747 17 - حدثني محمد بن عبد الله الرقاشي ، حدثنا معتمر ، قال : سمعت أبي يقول : حدثنا أبو مجلز ، عن قيس بن عباد ، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة ، وقال قيس بن عباد : وفيهم أنزلت : هذان خصمان اختصموا في ربهم قال هم الذين تبارزوا يوم بدر حمزة وعلي وعبيدة أو أبو عبيدة بن الحارث وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة .


مطابقته للترجمة ظاهرة .

ومحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن مسلم الرقاشي والد أبي قلابة عبد الملك بن محمد البصري ، وهو شيخ مسلم أيضا ، والرقاشي بفتح الراء والقاف المخففة وبالشين المعجمة في ربيعة بن نزار نسبة إلى رقاش بنت ضبيعة بن قيس بن ثعلبة ، ومعتمر هو ابن سليمان ، يروي عن أبيه سليمان بن طرخان التيمي البصري ، وأبو مجلز ضبطناه عن قريب في هذا الباب ، وقيس بن عباد بضم العين المهملة وتخفيف الباء الموحدة الضبعي البصري ، وليس له في البخاري سوى هذا الحديث وحديث آخر تقدم في مناقب عبد الله بن مسلم ، وفيه ثلاثة من التابعين يروي بعضهم عن بعض ، وهم سليمان بن طرخان وأبو مجلز وقيس بن عباد ، والحديث أخرجه البخاري أيضا في التفسير عن حجاج بن منهال ، وأخرجه النسائي في السير عن هلال بن بشر البصري .

قوله : " أنا أول من يجثو " أراد بالأولية تقييده بالمجاهدين من هذه الأمة ; لأن المبارزة المذكورة أول مبارزة وقعت في الإسلام ، ويجثو بالجيم والثاء المثلثة من جثا يجثو ، أي : يقعد على ركبتيه مخاصما . قوله : " وقال قيس بن عباد " موصول بالإسناد المذكور . قوله : " فيهم أنزلت " أي : في علي وحمزة وعبيدة بن الحارث ، وروى قيس بن عباد على ما يجيء الآن أن أبا ذر الغفاري كان يقسم بالله سبحانه : أنزلت هذه الآية يعني قوله : هذان خصمان اختصموا في ستة نفر من قريش تبارزوا يوم بدر ، حمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث رضي الله تعالى عنهم ، وعتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة . قوله : هذان خصمان الخصم صفة يوصف بها الفوج أو الفريق ، كأنه قيل : هذان فوجان أو فريقان يختصمان ، وهذان بالنظر إلى اللفظ ، واختصموا بالنظر إلى المعنى ، وقال الله تعالى في حق أحد الفريقين الذين كفروا وهم عتبة وشيبة والوليد : فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار الآية . قوله : " هم الذين تبارزوا " من التبارز ، وهو الخروج من الصف على الانفراد للقتال . قوله : " حمزة " بالرفع مع ما عطف عليه عطف بيان لقوله : هم الذين تبارزوا ، ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف تقديره أحدهم حمزة والثاني علي إلى آخره بهذا التقدير ، ولم يقع في هذه الرواية تفصيل المبارزين ، وذكر ابن إسحاق أن عبيدة بن الحارث وعتبة بن ربيعة كانا أسن القوم ، فبرز عبيدة لعتبة وحمزة لشيبة وعلي للوليد ، وفي رواية موسى بن عقبة : برز حمزة لعتبة وعبيدة لشيبة وعلي للوليد ، ثم اتفقا ، فقتل علي الوليد وقتل حمزة الذي بارزه ، واختلف عبيدة ومن بارزه بضربتين فوقعت الضربة في ركبة عبيدة فمات منها لما رجعوا بالصفراء ، ومال حمزة وعلي إلى الذي بارز عبيدة فأعاناه على قتله ، وعبيدة مصغر عبدة ابن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف القرشي ، كان أسن من رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - بعشر سنين ، أسلم قبل دخوله - صلى الله تعالى عليه وسلم - دار الأرقم ، وكان عمره يوم مات ثلاثا وستين سنة - .

التالي السابق


الخدمات العلمية