صفحة جزء
3779 49 - حدثنا علي ، حدثنا بشر بن المفضل ، حدثنا خالد بن ذكوان ، عن الربيع بنت معوذ قالت : دخل علي النبي - صلى الله عليه وسلم - غداة بني علي ، فجلس على فراشي كمجلسك مني ، وجويريات يضربن بالدف يندبن من قتل من آبائهن يوم بدر ، حتى قالت جارية :


وفينا نبي يعلم ما في غد

فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
لا تقولي هكذا ، وقولي ما كنت تقولين .



ذكره هنا أن كان بطريق الاستطراد ، حيث فيه ذكر بدر ، فله وجه ما .

وعلي هو ابن عبد الله المديني ، وبشر بكسر الباء الموحدة ابن المفضل بتشديد الضاد المعجمة المفتوحة ابن لاحق ، أبو إسماعيل البصري ، وخالد بن ذكوان أبو الحسن المدني ، سكن البصرة ، والربيع بضم الراء وفتح الباء الموحدة وكسر الياء آخر الحروف المشددة بنت معوذ بصيغة اسم الفاعل من التعويذ بالذال المعجمة ابن عفراء الأنصارية ، ومعوذ له صحبة أيضا .

والحديث أخرجه البخاري أيضا في النكاح عن مسدد ، وأخرجه أبو داود في الأدب عن مسدد به ، وأخرجه الترمذي في النكاح عن حميد بن مسعدة عن بشر بن المفضل به ، وأخرجه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة .

قوله : " غداة " نصب على الظرف مضاف إلى الجملة التي بعدها وهي قوله : " بني " بضم الباء الموحدة على صيغة المجهول ، وعلي بتشديد الياء ، والبناء عبارة عن الدخول بالمرأة . قوله : "كمجلسك " بفتح اللام بمعنى الجلوس ، " وجويريات يضربن " جملة حالية . قوله : " بالدف " بضم الدال وفتحها وتشديد الفاء . قوله : " يندبن " بفتح الياء من الندب ، وهو ذكر الميت بأحسن أوصافه ، وهو مما يهيج الشوق إليه والبكاء عليه . قوله : " من قتل " في محل النصب على أنه مفعول يندبن ، وفيه إباحة ضرب الدف صبيحة العرس وإباحة سماعهن ، ومن يمنعه من العلماء يقول : كان هذا وأمثاله في ابتداء الإسلام ، وفيه منع نسبة علم الغيب لأحد من المخلوقين .

التالي السابق


الخدمات العلمية