صفحة جزء
3804 73 - حدثنا إسحاق بن نصر ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا ابن جريج ، عن موسى بن عقبة ، عن نافع ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : حاربت النضير وقريظة ، فأجلى بني النضير وأقر قريظة ومن عليهم ، حتى حاربت قريظة فقتل رجالهم وقسم نساءهم وأولادهم وأموالهم بين المسلمين إلا بعضهم لحقوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فأمنهم وأسلموا ، وأجلى يهود المدينة كلهم بني قينقاع وهم رهط عبد الله بن سلام ، ويهود بني حارثة ، وكل يهود بالمدينة .


[ ص: 127 ] مطابقته للترجمة ظاهرة .

وإسحاق بن نصر هو إسحاق بن إبراهيم بن نصر السعدي البخاري ، والبخاري يروي عنه ، فتارة ينسبه إلى أبيه ، وتارة إلى جده ، وعبد الرزاق بن همام اليماني ، وابن جريج هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي ، وموسى بن عقبة بن أبي عياش الأسدي المدني .

قوله : " حاربت النضير " فعل وفاعل . قوله : " وقريظة " بالرفع عطف على النضير ، وهو مصغر القرظ بالقاف والراء والظاء ، وهم أيضا قبيلة من يهود المدينة ، والمفعول محذوف تقديره : حاربت هاتان القبيلتان رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - . قوله : " فأجلى " أي : النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - والضمير الذي فيه هو الفاعل . قوله : " وبني النضير " بالنصب مفعوله ، يقال : جلا من الوطن يجلو جلاء ، وأجلى يجلي إجلاء إذا خرج مفارقا ، وجلوته أنا وأجليته ، وكلاهما لازم ومتعد . قوله : " وأقر قريظة " أي : في منازلهم ومن عليهم ولم يأخذ منهم شيئا . قوله : " حتى حاربت قريظة " يعني إقراره - صلى الله تعالى عليه وسلم - ومنه عليهم إلى أن حاربوا . قوله : " فقتل رجالهم " يعني لما حاربوا مع رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - حاصرهم رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - خمسة وعشرين يوما حتى جهدهم الحصار وقذف الله في قلوبهم الرعب فنزلوا على حكم رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - فقتل رجالهم وقسم نساءهم وأولادهم وأموالهم بين المسلمين بعدما أخرج الخمس ، فأعطى للفارس ثلاثة أسهم ، سهمين للفرس وسهما لفارسه وسهما للراجل ، وكانت الخيل ستة وثلاثين . قوله : " إلا بعضهم " أي : إلا بعض قريظة . قوله : " فأمنهم " أي : جعلهم آمنين . قوله : " بني قينقاع " بالنصب على أنه بدل من قوله : يهود بالمدينة ، ونون قينقاع مثلثة . قوله : " وكل يهود " أي : وأجلى كل يهود بالمدينة ، ويروى : كل يهود المدينة .

التالي السابق


الخدمات العلمية