صفحة جزء
3898 باب غزوة ذات الرقاع


أي هذا باب في بيان غزوة ذات الرقاع بكسر الراء وبالقاف وبالعين المهملة ; سميت بذلك لأنهم رقعوا فيها راياتهم ، وقيل : لأن أقدامهم نقبت ، فكانوا يلقون الخرق ، وقيل : كانوا يلقون الخرق في الحر ، وقيل : سميت بذلك لشجرة هناك تسمى ذات الرقاع ، وقال الواقدي : سميت بذلك لجبل فيه بقع حمر وبيض وسود ، وقال ابن إسحاق : ثم أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة بعد غزوة بني النضير شهري ربيع وبعض جمادى ، ثم غزا نجدا - يريد بني محارب وبني ثعلبة من غطفان ، واستعمل على المدينة أبا ذر ، وقال ابن هشام ، ويقال : عثمان بن عفان ، ثم سار حتى نزل نجدا ، وهي غزوة ذات الرقاع ، فلقي بها جمعا من غطفان ، فتقارب الناس ، ولم يكن بينهم حرب ، وقد أخاف الله الناس بعضهم بعضا حتى صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف . والحاصل أن غزوة ذات الرقاع عند ابن إسحاق كانت بعد بني النضير ، وقبل الخندق سنة أربع ، وعند ابن سعد وابن حبان أنها كانت في المحرم سنة خمس ، ومال البخاري إلى أنها كانت بعد خيبر على ما سيأتي ، واستدل على ذلك بأن أبا موسى الأشعري شهدها ، وقدومه إنما كان ليالي خيبر صحبة جعفر وأصحابه ، ومع هذا ذكرها البخاري قبل خيبر ، والظاهر أن ذلك من الرواة ، وقال الواقدي : خرج إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة السبت لعشر خلون من المحرم في أربعمائة ، وقيل : سبعمائة ، وعند البيهقي ثمانمائة ، وقال ابن سعد : على رأس تسعة وأربعين شهرا من الهجرة ، وغاب خمس عشرة ليلة ، وفي المعجم الأوسط للطبراني ، عن إبراهيم بن المنذر قال محمد بن طلحة : كانت غزوة ذات الرقاع تسمى غزوة الأعاجيب .

التالي السابق


الخدمات العلمية