صفحة جزء
3912 173 - حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا أبو عوانة ، عن حصين ، عن أبي وائل قال : حدثني مسروق بن الأجدع ، قال : حدثتني أم رومان ، وهي أم عائشة رضي الله عنهما قالت : بينا أنا قاعدة أنا وعائشة إذ ولجت امرأة من الأنصار ، فقالت : فعل الله بفلان ، وفعل بفلان ، فقالت أم رومان : وما ذاك ؟ قالت : ابني فيمن حدث الحديث ، قالت : وما ذاك ؟ قالت : كذا وكذا ، قالت عائشة : سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : نعم ، قالت : وأبو بكر ؟ قالت : نعم ، فخرت مغشيا عليها ، فما أفاقت إلا وعليها حمى بنافض ، فطرحت عليها ثيابها ، فغطيتها ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما شأن هذه ؟ قلت : يا رسول الله أخذتها الحمى بنافض ، قال : فلعل في حديث تحدث به ؟ قالت : نعم ، فقعدت عائشة فقالت : والله لئن حلفت لا تصدقوني ، ولئن قلت لا تعذروني ، مثلي ومثلكم كيعقوب وبنيه والله المستعان على ما تصفون قالت : وانصرف ولم يقل شيئا ، فأنزل الله عذرها قالت : بحمد الله لا بحمد أحد ولا بحمدك .


مطابقته للترجمة من حيث إن له تعلقا بالحديث الطويل السابق ، وأبو عوانة بفتح العين الوضاح بن عبد الله اليشكري ، وحصين بضم الحاء وفتح الصاد المهملتين ابن عبد الرحمن الواسطي ، وأبو وائل شقيق بن سلمة الأزدي ، وأم رومان بضم الراء وسكون الواو تقدم ذكرها غير مرة ، والحديث مر في أحاديث الأنبياء في باب قوله تعالى : لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين فإنه أخرجه هناك عن محمد بن سلام ، عن ابن فضيل ، عن حصين ... إلى آخره ، وقد مر الكلام فيه هناك ، ولنذكر هنا بعض شيء ، فقوله : حدثتني أم رومان فيه إشكال استشكله الخطيب وآخرون ; لأن أم رومان ماتت في زمن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ، ومسروق ليست له صحبة ; لأنه لم يقدم من اليمن إلا بعد موت النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم في خلافة أبي بكر أو عمر رضي الله تعالى عنهما ، وقال الخطيب أيضا : كان مسروق يرسل هذا الحديث عن أم رومان ، ويقول : سئلت أم رومان ، فوهم حصين فيه ، حيث جعل السائل لها مسروقا أو يكون بعض النقلة كتب : سئلت بالألف ، فصارت سألت ، فقرئت بفتحتين ، قال : على أن بعض الرواة قد رواه عن حصين على الصواب يعني بالعنعنة ، قال : وأخرج البخاري هذا الحديث بناء على ظاهر الاتصال ، ولم تظهر له علته . انتهى . ورد على الخطيب ومن تبعه بوجهين : الأول أن مستندهم في تاريخ وفاة أم رومان عن الواقدي ، فلا يضر ذلك الإسناد الصحيح . الثاني ذكر أبو نعيم الأصبهاني أن أم رومان عاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، ويؤيد هذا ما تقدم في علامات النبوة من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر في قصة أضياف أبي بكر ، قال عبد الرحمن : وإنما هو أنا وأبي وأمي [ ص: 211 ] وامرأتي وخادم ، وفي كتاب الأدب عند البخاري : فلما جاء أبو بكر قالت له أمي : " احتبست عن أضيافك " . الحديث ، فهذا يدل على أن وفاة أم رومان تأخرت إلى زمن بعد النبي صلى الله تعالى عليه وسلم . قوله : " إذ ولجت " أي إذ دخلت ، وكلمة إذ جواب قوله : بينا ، قوله : " حمى بنافض " النافض من الحمى ذات الرعدة . قوله : " في حديث تحدث " بضم التاء على صيغة المجهول ، قوله : " لئن حلفت لا تصدقوني على براءتي . قوله : " لا تصدقوني " ، ويروى لا تصدقونني . قوله : " لا تعذروني " أي لا تقبلوا مني العذر . قوله : " وانصرف " أي رسول الله صلى الله عليه وسلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية