صفحة جزء
3916 وقول الله تعالى : لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة


وقول الله بالجر عطف على قوله : " غزوة الحديبية " وأراد بذكر هذه الآية الكريمة الإشارة إلى أنها نزلت في قصة الحديبية ، وقد مر بيان قصة الحديبية في كتاب الصلح في أبواب متفرقة ، وكانت في هلال ذي القعدة يوم الإثنين سنة ست ، قال البيهقي : هذا هو الصحيح ، وإليه ذهب الزهري وقتادة وابن عقبة وابن إسحاق وغيرهم ، واختلف فيه على عروة ; فقيل مثل الجماعة ، وقيل : في رمضان ، فروي عنه خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان ، وكانت العمرة في شوال ، وقال ابن سعد : ولم يخرج [ ص: 213 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم معه بسلاح إلا السيوف في القرب ، وساق سبعين بدنة فيها جمل أبي جهل الذي غنمه يوم بدر ، ومعه من المسلمين ألف وستمائة ، ويقال : ألف وأربعمائة ، ويقال : خمسمائة وخمسة وعشرون رجلا ، ومعه أم سلمة ، قال الحاكم : والقلب أميل إلى رواية من روى ألفا وخمسمائة ; لاشتهاره ، ولمتابعة المسيب بن حزن له فيه قال : ورواية موسى بن عقبة : كانوا ألفا وستمائة ، ولم يتابع عليها .

قلت : قاله أبو معشر وأبو سعيد النيسابوري ، قال : وروي عن عبد الله بن أبي أوفى أنهم كانوا ألفا وثلاثمائة ، وسيأتي في رواية البراء أنهم كانوا ألفا وأربعمائة .

فإن قلت : ما وجه التوفيق بين هذه الروايات ؟

قلت : الوجه فيه أن بعضهم ضم إليهم النساء والأتباع ، وبعضهم حذف ، وقال ابن دحية : اختلاف الروايات لأن ذلك من باب الحرز والتخمين لا من باب التحديد .

التالي السابق


الخدمات العلمية