صفحة جزء
3919 [ ص: 214 ] 180 - حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن البراء رضي الله عنه قال : تعدون أنتم الفتح فتح مكة ، وقد كان فتح مكة فتحا ، ونحن نعد الفتح بيعة الرضوان يوم الحديبية ; كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم أربع عشرة مائة ، والحديبية بئر فنزحناها ، فلم نترك فيها قطرة ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأتاها ، فجلس على شفيرها ، ثم دعا بإناء من ماء ، فتوضأ ، ثم مضمض ، ودعا ثم صبه فيها فتركناها غير بعيد ثم إنها أصدرتنا ما شئنا نحن وركابنا .


مطابقته للترجمة في قوله : " يوم الحديبية " ، وإسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي ، يروي عن جده أبي إسحاق ، عن البراء بن عازب ، قوله : " تعدون أنتم الفتح فتح مكة " ، أي كما في قوله تعالى : إنا فتحنا لك فتحا مبينا وقد كان فتحا ، ولكن بيعة الرضوان هي الفتح العظيم ; لأنها كانت مقدمة لفتح مكة ، وسببا لرضوان الله تعالى ، وذكر ابن إسحاق عن الزهري قال : لم يكن في الإسلام فتح قبل فتح الحديبية أعظم منه . قوله : " أربع عشرة مائة " ، وكان القياس أن يقال : ألفا وأربعمائة ، لكن الغرض منه الإشعار بأن الجيش كان منقسما إلى المئات ، وكانت كل مائة ممتازة عن الأخرى ، وقد مر الكلام عن قريب في اختلاف الروايات في العدد . قوله : " والحديبية بئر " أي اسم بئر ، ثم عرف المكان كله بذلك . قوله : " فنزحناها " كذا في الأصول ، وذكره ابن التين بلفظ : " فنزفناها " ثم قال : النزف والنزح واحد ، وهو أخذ الماء شيئا فشيئا . قوله : " فتركناها غير بعيد " أراد أنهم تركوها قدر ساعة ، يدل عليه رواية زهير : فدعا ، ثم قال : " دعوها ساعة " ، قوله : " أصدرتنا " من الإصدار ، يقال : أصدرته فصدر ، أي أرجعته فرجع ، قوله : " ما شئنا " أي القدر الذي أردنا شربه ، والركاب بكسر الراء الإبل التي يسار عليها .

التالي السابق


الخدمات العلمية