صفحة جزء
3956 214 - حدثني عبد الأعلى بن حماد ، حدثنا يزيد بن زريع ، حدثنا سعيد عن قتادة : أن أنسا رضي الله عنه حدثهم أن ناسا من عكل وعرينة قدموا المدينة على النبي صلى الله عليه وسلم وتكلموا بالإسلام ، فقالوا : يا نبي الله إنا كنا أهل ضرع ولم نكن أهل ريف ، واستوخموا المدينة ، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذود وراع ، وأمرهم أن يخرجوا فيه فيشربوا من ألبانها وأبوالها ، فانطلقوا حتى إذا كانوا ناحية الحرة كفروا بعد إسلامهم ، وقتلوا راعي النبي صلى الله عليه وسلم ، واستاقوا الذود ، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ، فبعث الطلب في آثارهم ، فأمر بهم ، فسمروا أعينهم ، وقطعوا أيديهم وتركوا في ناحية الحرة حتى ماتوا على حالهم ، قال قتادة : بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك كان يحث على الصدقة ، وينهى عن المثلة .


مطابقته للترجمة ظاهرة ، وسعيد هو ابن أبي ربيعة ، والحديث مضى في الطهارة في باب أبوال الإبل ، ومضى الكلام فيه هناك .

قوله : " وتكلموا بالإسلام " أي تلفظوا بالكلمة ، وأظهروا الإسلام ، قوله : " ضرع " بسكون الراء ، وهي الماشية من كل ذي ظلف وخف ، قوله : " ريف " بكسر الراء وسكون الياء آخر الحروف أرض فيها زرع وخصب . قوله : " واستوخموا المدينة " من قولهم : أرض وخيمة إذا لم توافق ساكنها ، قوله : " الذود " بفتح الذال المعجمة من الإبل ما بين الثلاث إلى العشرة ، قوله : " الطلب " بفتح اللام جمع الطالب ، قوله : " فسمروا أعينهم " أي حموا المسامير ففقئوا بها أعينهم ، قوله : " وتركوا " على صيغة المجهول .

قوله : " قال قتادة " هو موصول بالإسناد المذكور ، قوله : " بلغنا " إلى آخره ، قال الكرماني : هذا من مرسل قتادة ، قلت : هذا البلاغ هو الذي بلغه بروايته من حديث سمرة بن جندب ، أخرجه أبو داود من طريق معاذ بن هشام ، عن أبيه ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن هياج بن عمران ، عن سمرة كان النبي صلى الله تعالى عليه وسلم يحثنا على الصدقة ، وينهانا عن المثلة ، وهياج بفتح الهاء وتشديد الياء آخر الحروف ، وفي آخره جيم - وثقه ابن سعد وابن حبان ، والمثلة بضم الميم الاسم ، يقال : مثلت بالحيوان أمثل به مثلا إذا قطعت أطرافه وشوهت به ، ومثلت بالقتيل إذا جدعت أنفه أو أذنه أو مذاكيره أو شيئا من أطرافه ، وأما مثل بالتشديد فهو للمبالغة .

التالي السابق


الخدمات العلمية