صفحة جزء
3958 [ ص: 233 ] وهي الغزوة التي أغاروا على لقاح النبي صلى الله عليه وسلم قبل خيبر بثلاث .


أي غزوة ذي قرد هي الغزوة التي أغاروا على لقاح النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، واللقاح بكسر اللام جمع لقحة بالكسر أيضا ، وهي الناقة التي لها لبن ، وقال ابن السكيت : واحدتها لقوح ولقحة ، وقال ابن سعد : كانت لقاح رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بالغابة عشرين لقحة ، وكان ابن أبي ذر فيها وامرأته ، فأغار عليهم عبد الرحمن بن عيينة بن حصين ، فقتلوا الرجل وأسروا المرأة ، وقد مضى في الجهاد في باب من رأى العدو ، فنادى بأعلى صوته : يا صباحاه ، فذكر القصة بطولها ، وفي التوضيح قوله : " قبل خيبر بثلاث " مما غلط فيه ، وأنها قبلها بسنة ; فإن غزوة خيبر في جمادى الآخرة سنة سبع . نعم في صحيح مسلم من حديث سلمة بن الأكوع : لما ذكر غزوة ذي قرد ، فما لبثنا بالمدينة إلا ثلاث ليال حتى خرجنا إلى خيبر ، وقال بعضهم : مستند البخاري في ذلك حديث إياس بن سلمة بن الأكوع ، عن أبيه ، ثم ذكر ما رواه مسلم . قلت : لا يصح أن يكون هذا مستندا ; لأن القرطبي قال : لا يختلف أهل السير أن غزوة ذي قرد كانت قبل الحديبية ، فيكون ما وقع في حديث سلمة بن الأكوع من وهم بعض الرواة .

التالي السابق


الخدمات العلمية