أللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا     فاغفر فداء لك ما أبقينا 
وثبت الأقدام إن لاقينا     وألقين سكينة علينا 
إنا إذا صيح بنا أتينا     وبالصياح عولوا علينا 
فأنزلن سكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا
يرد هذا وينقضه ، والذي قاله المازري أقرب إلى التوجيه ، قوله : " ما أبقينا " في محل النصب على أنه مفعول لقوله : " فاغفر " ، وقوله : " فداء لك " جملة معترضة ، ولفظ أبقينا بالباء الموحدة والقاف ، هكذا في رواية الأصيلي والنسفي ، ومعناه ما خلفنا وراءنا مما اكتسبناه من الآثام ، وفي رواية الأكثرين : ما اتقينا من الاتقاء بتشديد التاء المثناة من فوق ، وبالقاف ، ومعناه ما تركناه من الأوامر ، وفي رواية القابسي : " ما لقينا " بفتح اللام وكسر القاف من اللقاء ، ومعناه : ما وجدنا من المناهي ، ووقع في رواية قتيبة عن حاتم بن إسماعيل كما سيأتي في الأدب : " ما اقتفينا " من الاقتفاء بالقاف والفاء ، أي ما تبعنا من الخطايا ، من قفوت أثره إذا تبعته ، وكذا وقع لمسلم عن قتيبة ، وهي أشهر الروايات في هذا الرجز ، قوله : " وألقين " أمر مؤكد بالنون الخفيفة وسكينة [ ص: 236 ] مفعوله ، وفي رواية النسفي : " وألق السكينة " بحذف النون وبالألف واللام في السكينة ، قوله : " إنا إذا صيح بنا أتينا " من الإتيان أي إذا دعينا للقتال أو إلى الحق جئنا ، وقال الكرماني : " أبينا " في بعض الروايات من الإباء ، ومعناه إذا دعينا إلى غير الحق أبينا ، أي امتنعنا عنه ، قيل : هذه رواية النسفي ، قوله : " وبالصياح عولوا علينا " ، أي : وبالصوت العالي قصدونا واستغاثوا ، يقال : عولت على فلان وعولت بفلان ، أي : استعنت به ، ووقع عند أحمد من الزيادة في هذا الرجز في حديث إياس بن سلمة ، عن أبيه ، وهو قوله :إن الذين قد بغوا علينا     إذا أرادوا فتنة أبينا 
ونحن عن فضل الله ما استغنينا 
قد علمت خيبر أني مرحب      شاكي السلاح بطل مجرب 
إذا الحروب أقبلت تلهب 
قد علمت خيبر أني  عامر      شاكي السلاح بطل مغامر