صفحة جزء
3968 226 - حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا عبد الواحد ، عن عاصم ، عن أبي عثمان ، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر - أو قال : لما توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم أشرف الناس على واد ، فرفعوا أصواتهم بالتكبير : الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اربعوا على أنفسكم ; إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ، إنكم تدعون سميعا قريبا ، وهو معكم ، وأنا خلف دابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعني وأنا أقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ، فقال لي : يا عبد الله بن قيس ، قلت : لبيك رسول الله ، قال : ألا أدلك على كلمة من كنز من كنوز الجنة ؟ قلت : بلى يا رسول الله ، فداك أبي وأمي ، قال : لا حول ولا قوة إلا بالله .


مطابقته للترجمة ظاهرة ، وعبد الواحد هو ابن زياد ، وعاصم هو ابن سليمان الأحول ، وأبو عثمان عبد الرحمن بن مل النهدي بالنون ، وهؤلاء كلهم بصريون ، وأبو موسى عبد الله بن قيس الأشعري .

والحديث مضى في الجهاد في باب : " ما يكره من رفع الصوت بالتكبير .

قوله : " أو قال : لما توجه " ، شك من الراوي ، قوله : " أشرف الناس على واد " ظاهر هذا يوهم أن ذلك وقع وهم ذاهبون إلى خيبر ، وليس كذلك ، بل إنما وقع ذلك حال رجوعهم ; لأن أبا موسى إنما قدم بعد فتح خيبر مع جعفر ، فحينئذ يحتاج إلى تقدير ليصح الكلام ، تقديره : لما توجه النبي صلى الله تعالى عليه وسلم إلى خيبر فحاصرها ففتحها ، ففرغ فرجع فأشرف الناس ... إلى آخره ، قوله : " اربعوا " بكسر الهمزة ، معناه : " ارفقوا " ، يقال : ربع عليه يربع ربعا إذا كف عنه ، وأربع على نفسه كف عنها وأرفق بها ، قوله : " لبيك رسول الله " يعني يا رسول الله ، وحذف حرف النداء كثير ، قوله : " من كنز من كنوز الجنة " كلمة من الأولى للتبيين والثانية للتبعيض .

التالي السابق


الخدمات العلمية