صفحة جزء
3971 229 - حدثنا محمد بن سعيد الخزاعي ، حدثنا زياد بن الربيع عن أبي عمران قال : نظر أنس إلى الناس يوم الجمعة ، فرأى طيالسة ، فقال : كأنهم الساعة يهود خيبر .


مطابقته للترجمة في قوله : " يهود خيبر " ، ومحمد بن سعيد بن الوليد أبو بكر الخزاعي البصري ، روى عنه البخاري هنا مفردا ، وفي الجهاد مقرونا ، وليس له في البخاري إلا هذين الموضعين ، وهو ثقة من أفراد أحمد ، وزياد بكسر الزاي وتخفيف الياء آخر الحروف - ابن الربيع أبو خداش ، بكسر الخاء المعجمة وتخفيف الدال المهملة ، وفي آخره شين - اليحمدي الأزدي البصري ، وثقه أحمد وغيره ، ونقل ابن عدي عن البخاري أنه قال : فيه نظر ، وقال ابن عدي : وما أرى برواياته بأسا ، وأبو عمران هو عبد الملك بن حبيب الجوني بفتح الجيم وسكون الواو وبالنون نسبة إلى بني الجون - بطن من الأزد .

قوله : " فرأى طيالسة " أي عليهم ، وهو جمع طيلسان بفتح اللام والهاء في الجمع للعجمة ; لأنه فارسي معرب ، وقال الجوهري : والعامة تقول بكسر اللام ، قوله : " كأنهم " أي كأن هؤلاء الناس الذين رأى عليهم الطيالسة يهود خيبر ، وهذا إنكار عليهم ; لأن التشبه بهم ممنوع ، وأدنى الدرجات فيه الكراهة ، وقد روى ابن خزيمة وأبو نعيم أن أنسا قال : ما شبهت الناس اليوم في المسجد وكثرة الطيالسة إلا يهود خيبر ، وقال بعضهم : ولا يلزم من هذا كراهية لبس الطيالسة . قلت : لا نسلم ذلك لأنه إذا لم يفهم منه الكراهة فما فائدة تشبيهه إياهم باليهود في استعمالهم الطيالسة ، وقال أيضا : وقيل : إنما أنكر ألوانها ، قلت : ومن هو قائل هذا من العلماء حتى يعتمد عليه ، ومن قال : إن اليهود في ذلك الزمن كانوا يستعملون الصفر من الطيالسة أو غيرها ، ولئن سلمنا أنها [ ص: 243 ] كانت صفراء ، فلم يكن تشبيه أنس رضي الله تعالى عنه لأجل اللون ، وقد روى الطبراني عن أنس قال : كانت للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم ملحفة مصبوغة بالورس والزعفران يدور بها على نسائه ، فإن كانت ليلة هذه رشها بالماء ، وإن كانت ليلة هذه رشها بالماء ، وقد روى الطبراني أيضا من حديث أم سلمة رضي الله تعالى عنها قالت : ربما صبغ رسول الله صلى الله عليه وسلم رداءه أو إزاره بزعفران أو ورس ، ثم يخرج فيهما .

التالي السابق


الخدمات العلمية