صفحة جزء
3972 230 - حدثنا عبد الله بن مسلمة ، حدثنا حاتم عن يزيد بن أبي عبيد ، عن سلمة رضي الله عنه قال : كان علي رضي الله عنه تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في خيبر ، وكان رمدا ، فقال : أنا أتخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فلحق به ، فلما بتنا الليلة التي فتحت قال : لأعطين الراية غدا أو ليأخذن الراية غدا رجل يحبه الله ورسوله ، يفتح عليه ، فنحن نرجوها ، فقيل : هذا علي فأعطاه ففتح عليه .


مطابقته للترجمة ظاهرة ، وقد تكرر ذكر رجاله ، والحديث مر في الجهاد في باب ما قيل في لواء النبي صلى الله تعالى عليه وسلم .

قوله : " وكان رمدا " بفتح الراء وكسر الميم ، وفي رواية ابن أبي شيبة : " أرمد " ، وفي رواية جابر عند الطبراني في الصغير : " ارمد " بتشديد الدال ، وفي حديث ابن عمر عند أبي نعيم في الدلائل : " أرمد لا يبصر " ، قوله : " فقال : أنا أتخلف " كأنه أنكر على نفسه تأخره عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قوله : " فلحق به " أي بالنبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، فيحتمل أن يكون لحق به في الطريق ، ويحتمل أن يكون بعد الوصول إلى خيبر ، قوله : " أو ليأخذن الراية " شك من الراوي ، قوله : " رجل " فاعل ليأخذن ، قوله : " يحبه الله ورسوله " صفة الرجل ، والراية : العلم الذي يحمل في الحرب يعرف به موضع صاحب الجيش ، وقد يحمله أمير الجيش ، وربما يدفعه إلى مقدم العسكر ، وقد صرح جماعة من أهل اللغة بأن الراية والعلم مترادفان ، لكن روى أحمد والترمذي من حديث ابن عباس : كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء ولواؤه أبيض، ومثله عند الطبراني عن بريدة وعند ابن أبي عدي عن أبي هريرة ، وزاد مكتوب فيه : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، قوله : " فنحن نرجوها " أي نرجو الراية أن تدفع إلينا ، أراد أن كل واحد منهم كان يرجو ذلك . قوله : " فقيل هذا علي " أي قد حضر ، قوله : " ففتح عليه " فيه اختصار ، أي فلما حضر أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية فتقدم بها وقاتل ففتح الله على يديه .

التالي السابق


الخدمات العلمية