صفحة جزء
4043 [ ص: 286 ] 301 - حدثنا أبو النعمان ، حدثنا أبو عوانة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر فقال بعضهم : لم تدخل هذا الفتى معنا ، ولنا أبناء مثله فقال : إنه ممن قد علمتم قال : فدعاهم ذات يوم ودعاني معهم ، قال : وما رئيته دعاني يومئذ إلا ليريهم مني فقال : ما تقولون : إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون حتى ختم السورة ، فقال بعضهم : أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا ، وفتح علينا . وقال بعضهم : لا ندري ، ولم يقل بعضهم شيئا ، فقال لي : يا ابن عباس ، أكذاك تقول ؟ قلت : لا ، قال : فما تقول ؟ قلت : هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه الله له إذا جاء نصر الله والفتح فتح مكة ، فذاك علامة أجلك فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا قال عمر : ما أعلم منها إلا ما تعلم .


مطابقته للترجمة : التي هي قوله باب غزوة الفتح ; لأن فيه ذكر الفتح ، وهو فتح مكة والأبواب التي بعده تابعة له فافهم بالتيقظ .

وأبو النعمان محمد بن الفضل السدوسي ، وأبو عوانة بفتح العين المهملة الوضاح اليشكري ، وأبو بشر بكسر الباء الموحدة ، وسكون الشين المعجمة ، واسمه جعفر بن أبي وحشية ، واسمه إياس اليشكري .

والحديث مضى مختصرا في علامات النبوة ، فإنه أخرجه هناك عن محمد بن عرعرة ، عن شعبة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير إلى آخره .

قوله : " يدخلني " بضم الياء من الإدخال ، قوله : " مع أشياخ بدر " الأشياخ جمع شيخ ، وأراد بهم الذين حضروا غزوة بدر ، قوله : " قال بعضهم أراد به عبد الرحمن بن عوف ، ولم يقل ذلك حسدا ، ولكنه أراد أن يكون أبناء له مثله ، قوله : " لم تدخل " بكسر اللام وأصله لما ، وتدخل من الإدخال ، وأراد بالفتى ابن عباس ، قوله : " وما رئيته " على صيغة المجهول ، والضمير المنصوب فيه يرجع إلى عمر ، قوله : " إلا ليريهم " أي : إلا لأن يريهم بضم الياء من الإراءة ، والضمير المنصوب فيه يرجع إلى أشياخ بدر ، قوله : " مني " أي : بعض فضيلتي ، قوله : " أو لم يقل " شك من الراوي ، قوله : " فقال لي : يا ابن عباس " أي : قال عمر بن الخطاب هذا بحرف النداء في رواية الكشميهني ، وفي رواية غيره ابن عباس بدون حرف النداء ، قوله : " أكذاك ؟ الهمزة فيه للاستفهام ، أي : أمثل ما قالوا تقول أنت أيضا ؟ قوله : " قلت : لا " أي : لا أقول مثل ما قالوا ، قوله : " قال : فما تقول ؟ " أي : قال فما تقول أنت يا ابن عباس ، قوله : " ما أعلم منها " أي : من هذه السورة إلا ما تعلم أنت يا ابن عباس ، وفيه فضيلة بينة لعبد الله بن عباس .

التالي السابق


الخدمات العلمية