صفحة جزء
4053 [ ص: 291 ] 310 - حدثنا محمد بن مقاتل ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا يونس ، عن الزهري ، قال : أخبرني عروة بن الزبير : أن امرأة سرقت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الفتح ، ففزع قومها إلى أسامة بن زيد يستشفعونه ، قال عروة : فلما كلمه أسامة فيها تلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أتكلمني في حد من حدود الله ؟ قال أسامة : استغفر لي يا رسول الله ، فلما كان العشي قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا ، فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم قال : أما بعد ، فإنما أهلك الناس قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، والذي نفس محمد بيده ، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلك المرأة فقطعت يدها ، فحسنت توبتها بعد ذلك وتزوجت . قالت عائشة : فكانت تأتي بعد ذلك ، فأرفع حاجتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .


مطابقته للترجمة في قوله : " في غزوة الفتح " ، وعبد الله هو ابن المبارك ، والحديث قد مضى في الشهادات ، في باب شهادة القاذف ، فإنه أخرجه هناك عن إسماعيل إلى آخره .

قوله : " أن امرأة " هي فاطمة المخزومية ، قوله : " في عهد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم " أي : في زمانه هذه صورة الإرسال ، ولكن في آخره ما يقتضي أنه عن عائشة ، وهو قوله في آخره : قالت عائشة رضي الله تعالى عنها ، قوله : " ففزع " أي : التجأ قومها إلى أسامة بن زيد بن حارثة مولى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، يقال : فزعت إليه بكسر الزاي فأفزعني ، أي : لجأت إليه فأغاثني ، وفزعت عنه أي : كشفت عنه الفزع ، ومنه قوله تعالى : حتى إذا فزع عن قلوبهم

التالي السابق


الخدمات العلمية