صفحة جزء
4054 311 - حدثنا عمرو بن خالد ، حدثنا زهير ، حدثنا عاصم ، عن أبي عثمان ، قال : حدثني مجاشع ، قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بأخي بعد الفتح ، فقلت : يا رسول الله ، جئتك بأخي لتبايعه على الهجرة ، قال : ذهب أهل الهجرة بما فيها ، فقلت : على أي شيء تبايعه ؟ قال : أبايعه على الإسلام والإيمان والجهاد ، فلقيت معبدا بعد ، وكان أكبرهما فسألته فقال : صدق مجاشع .


مطابقته للترجمة في قوله : " بعد الفتح " ، وأشار بهذا إلى أن هذه القصة وقعت بعد الفتح ، وزهير هو ابن معاوية ، وعاصم هو ابن سليمان ، وأبو عثمان هو عبد الرحمن بن مل النهدي بفتح النون ، ومجاشع بضم الميم وبالجيم والشين المعجمة المكسورة ، وفي آخره عين مهملة ، هو ابن مسعود بن ثعلبة بن وهب السلمي بضم السين ، قتل يوم الجمل قبل الاجتماع الأكبر .

والحديث مضى في الجهاد ، في باب البيعة في الحرب : أن لا يفروا مختصرا .

قوله : " بأخي " هو مجالد بوزن أخيه مجاشع ، وله صحبة ، قال أبو عمر : لا أعلم له رواية ، وكان إسلامه بعد إسلام أخيه بعد الفتح ، وهو أيضا قتل يوم الجمل وكنيته أبو معبد كما يذكره في الرواية الثانية ، وفي هذا قال : فلقيت معبدا هكذا رواية الأكثرين ، وفي رواية الكشميهني : فلقيت أبا معبد كما في الرواية الثانية ، وهو الصواب ، قوله : " ذهب أهل الهجرة بما فيها " يعني أن الهجرة قد مضت لأهلها ، والهجرة الممدوحة الفاضلة التي لأصحابها المزية الظاهرة إنما كانت قبل الفتح ، فقد مضت لأهلها ، يعني حصلت لمن وفق لها قبل الفتح ، قوله : " قال : أبايعه " أي : قال النبي صلى الله عليه وسلم : أبايعه على أن يفعل هذه الأشياء ، وهي الإسلام والإيمان والجهاد ، قوله : " فلقيت معبدا " قد ذكرنا الآن اختلاف الرواية فيه ، وفاعل لقيت أبو عثمان النهدي راوي الحديث ، وقد صرح بذلك مسلم حيث قال : مضت الهجرة لأهلها ، قلت : فبأي شيء تبايعه ؟ قال : على الإسلام والجهاد والخير ، قال أبو عثمان : فلقيت أبا معبد فأخبرته بقول مجاشع ، قال - وفي رواية له : فلقيت أخاه فقال - : صدق مجاشع ، قوله : " بعد " بضم الدال ، أي : بعد سماعي الحديث من مجاشع ، قوله : " وكان أكبرهما " أي : وكان أبو معبد أكبر الأخوين ، قوله : [ ص: 292 ] " فسألته " أي : أبا معبد ، والسائل هو أبو عثمان أيضا ، وكان سؤاله عن حديث مجاشع الذي سمعه منه ، فقال أبو معبد : صدق مجاشع ، وهذا يدل على أن أبا عثمان روى عن الأخوين كليهما .

التالي السابق


الخدمات العلمية