صفحة جزء
4070 326 - حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا سفيان ، عن عمرو ، عن أبي العباس الشاعر الأعمى ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : لما حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائف فلم ينل منهم شيئا ، قال : إنا قافلون إن شاء الله فثقل عليهم وقالوا : نذهب ولا نفتحه ، وقال مرة : نقفل ، فقال اغدوا على القتال فغدوا فأصابهم جراح ، فقال : إنا قافلون غدا إن شاء الله فأعجبهم فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال سفيان مرة فتبسم قال : قال الحميدي : حدثنا سفيان الخبر كله .


مطابقته للترجمة ظاهرة ، وسفيان هو ابن عيينة ، وعمرو هو ابن دينار ، وأبو العباس الشاعر اسمه السائب بن فروخ المكي الأعمى ، وعبد الله بن عمرو بن العاص هكذا وقع عمرو بالواو ، وفي رواية الكشميهني والنسفي والأصيلي وقرئ على أبي زيد المروزي فرده بضم العين المهملة ، وقال الدارقطني : الصواب عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ، وكذلك عند ابن المديني والحميدي وغيرهما من حفاظ أصحاب ابن عيينة عبد الله بن عمر بن الخطاب ، وقد بالغ الحميدي في مسنده في روايته عن ابن عيينة في الحديث عبد الله بن عمر بن الخطاب ، وكذلك أخرجه البيهقي في الدلائل ، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، وأخرجه ابن أبي شيبة عن ابن عيينة فقال عبد الله بن عمرو يعني بالواو ، وكذا رواه عنه مسلم ، وكذا روي عن يحيى بن معين ، وهذا كما رأيت فيه اختلاف شديد ، ولكن غير ضار .

والحديث أخرجه البخاري أيضا في الأدب عن قتيبة ، وأخرجه مسلم في المغازي عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره ، وأخرجه النسائي في الموضعين من السير عن عبد الجبار بن العلاء .

قوله : [ ص: 305 ] " لما حاصر رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم الطائف " كانت مدة المحاصرة ثمانية عشر يوما ، ذكره ابن سعد ، ويقال : خمسة عشر يوما ، وقال ابن هشام : سبعة عشر يوما ، وعن مكحول : أنه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم نصب المنجنيق على أهل الطائف أربعين يوما ، وفي الجمع بين الصحيحين لأبي نعيم الحداد حصار الطائف كان أربعين ليلة ، وروى يونس عن ابن إسحاق ثلاثين ليلة أو قريبا من ذلك ، وفي السير لسليمان بن طرخان أبي المعتمر حاصرهم شهرا ، وعند الزهري وابن حبان بضع عشرة ليلة ، وصححه ابن حزم ، وعن الربيع بن سالم عشرين يوما ، قوله : " إنا قافلون " أي : راجعون إلى المدينة ، قوله : " فثقل عليهم " يعني قوله : " إنا قافلون " وبين سبب ذلك بقولهم : نذهب ولا نفتحه ، فقال صلى الله تعالى عليه وسلم : " اغدوا على القتال " يعني سيروا أول النهار لأجل القتال ، قوله : " فأصابهم جراح " أي : من السهام والحجارة وسكك الحديد المحماة ، قوله : " فأعجبهم " أي : قوله : " إنا قافلون غدا إن شاء الله " لأنهم كانوا تألموا منهم ، فلما سمعوا من النبي صلى الله تعالى عليه وسلم القفول فرحوا فلذلك ضحك صلى الله عليه وسلم ، قوله : " وقال سفيان " أي : ابن عيينة ، الراوي مرة فتبسم ، وهذا ترديد منه ، قوله : " قال الحميدي : حدثنا سفيان الخبر كله " بالنصب ، أي : أخبرنا سفيان بجميع الحديث بلفظ : أخبرنا أو أخبرني لا بغيره مثل العنعنة ، ووقع في رواية الكشميهني بالخبر كله .

التالي السابق


الخدمات العلمية