صفحة جزء
4072 327 - حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا غندر ، حدثنا شعبة ، عن عاصم ، قال : سمعت أبا عثمان ، قال : سمعت سعدا ، وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله ، وأبا بكرة وكان تسور حصن الطائف في أناس فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالا : سمعنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول : من ادعى إلى غير أبيه ، وهو يعلم فالجنة عليه حرام .


مطابقته للترجمة في قوله : " وكان " أي : أبو بكرة تسور حصن الطائف ، ولم يقع هذا إلا في وقت حصار النبي صلى الله تعالى عليه وسلم الطائف ، وغندر قد مر غير مرة ، وهو محمد بن جعفر ، وعاصم هو ابن سليمان ، وأبو عثمان هو عبد الرحمن النهدي بالنون ، وسعد هو ابن أبي وقاص أحد العشرة المبشرة ، وأبو بكرة اسمه نفيع بضم النون ، وفتح الفاء ، وسكون الياء آخر الحروف ، وفي آخره عين مهملة ابن مسروح ، ويقال : نفيع بن كلدة ، وكان من عبيد الحارث بن كلدة بن عمرو الثقفي ، غلبت عليه كنيته ، واسم أمه سمية أمة للحارث بن كلدة ، وهي أم زياد بن أبي سفيان ، وتدلى أبو بكرة من حصن الطائف ببكرة ونزل إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ، فكناه صلى الله تعالى عليه وسلم أبا بكرة ، وسكن البصرة ومات بها في سنة إحدى وخمسين ، وكان ممن اعتزل يوم الجمل لم يقاتل مع واحد من الفريقين ، وكان من فضلاء الصحابة رضي الله تعالى عنهم .

قوله : " وكان تسور حصن الطائف " لأنه أسلم ، وهو في الحصن وعجز عن الخروج منه إلا بهذا الطريق وتسور الحائط ، أي : تسلقه ، قوله : " في أناس " يعني من عبيد أهل الطائف ، وذكر في الطبقات بضعة عشر رجلا منهم المنبعث عبد عثمان بن عامر بن معتب ، وكان اسمه المضطجع فبدل رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه ، ومنهم الأزرق عبد الحارث بن كلدة المتطبب ، وزوج سمية مولاة الحارث وأم زياد ، ثم حالف بني أمية لأن النبي صلى الله عليه وسلم دفعه إلى خالد بن سعيد بن العاص ليعلمه الإسلام ، ومنهم وردان كان لعبد الله بن ربيعة ، وهو جد الفرات بن زيد بن وردان ، ومنهم يحنس النبال كان لابن مالك الثقفي ، ومنهم إبراهيم بن جابر كان لخرشة الثقفي ، ومنهم بشار كان لعثمان بن عبد الله ، ومنهم نافع مولى الحارث بن كلدة ، ومنهم نافع مولى غيلان بن سلمة الثقفي ، وهؤلاء الذين وجدنا أساميهم ليس إلا وجعل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاء هؤلاء العبيد لساداتهم حين أسلموا ، قوله : " من ادعى إلى غير أبيه " أي : من انتسب إلى غير أبيه ، فالجنة عليه حرام ، إما على سبيل التغليظ ، وإما أنه إذا استحل ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية