صفحة جزء
4072 ( وقال هشام : وأخبرنا معمر ، عن عاصم ، عن أبي العالية أو أبي عثمان النهدي قال : سمعت سعدا ، وأبا بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عاصم : قلت : لقد شهد عندك رجلان [ ص: 306 ] حسبك بهما قال : أجل ، أما أحدهما فأول من رمى بسهم في سبيل الله ، وأما الآخر فنزل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثالث ثلاثة وعشرين من الطائف ) .


هشام هو ابن يوسف الصنعاني ، وعاصم قد مر الآن ، وأبو العالية رفيع مصغر رفع ضد الخفض ابن مهران الرياحي البصري ، أدرك الجاهلية وأسلم بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين .

قوله : " أو أبي عثمان " شك من الراوي ، وهو مر عن قريب ، قوله : " عندك " خطاب لأبي العالية أو ، لأبي عثمان ، والذي يخاطب هو عاصم ، قوله : " رجلان " أراد بهما سعدا وأبا بكرة ، قوله : " حسبك بهما " أي : كافيك بهذين الاثنين في الشهادة ، قوله : " وأما الآخر " فهو أبو بكرة ، قوله : " ثالث ثلاثة وعشرين من الطائف " أراد أن الذين نزلوا من أهل الطائف راغبين في الإسلام ثلاثة وعشرون ، وأبو بكرة منهم ، وأراد البخاري بهذه الرواية بيان عدد من أبهم في الرواية السابقة ; لأنه قال فيها في أناس ، وهو مبهم من حيث العدد ، وبينه في هذه الرواية ، ( فإن قلت ) قد زعم موسى بن عقبة في مغازيه أنه لم ينزل من سور الطائف غير أبي بكرة ، وتبعه الحاكم في ذلك ( قلت ) : الذي في الصحيح يرد عليه ، ووفق بعضهم بين القولين بأن أبا بكرة نزل وحده أولا ثم نزل الباقون بعد ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية