صفحة جزء
4085 [ ص: 314 ] ( باب سرية عبد الله بن حذافة السهمي وعلقمة بن مجزر المدلجي ، ويقال : إنها سرية الأنصاري )


أي هذا باب في بيان سرية عبد الله إلى آخره ، وليس في كثير من النسخ لفظ باب ، وقد مر تفسير السرية عن قريب ، وعبد الله بن حذافة بضم الحاء المهملة وتخفيف الذال المعجمة وبالفاء ابن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي ، أسلم قديما ، وكان من المهاجرين الأولين إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية ، ويقال : إنه شهد بدرا ، ولم يذكره ابن إسحاق في البدريين ، وكانت فيه دعابة ، وكان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بعثه إلى كسرى ، وقال خليفة بن خياط وفي سنة تسع عشرة أسرت الروم عبد الله بن حذافة السهمي ، وقال ابن لهيعة توفي عبد الله بن حذافة السهمي بمصر ، ودفن بمقبرتها ، وعلقمة بن مجزز بضم الميم ، وفتح الجيم ، وكسر الزاي الأولى الثقيلة ، وحكي فتحها ، والأول أشهر ، وقال عياض : وقع لأكثر الرواة بسكون الحاء المهملة ، وكسر الراء ، وقال بعضهم : وأغرب الكرماني فضبطه بالحاء المهملة وتشديد الراء فتحا وكسرا ، وهو خطأ ظاهر انتهى .

قلت : هذا تشنيع ظاهر عليه من غير وجه ; لأنه لم يضبط إلا بقوله : بضم الميم ، وفتح الجيم ، وفتح الزاي المشددة وكسرها وبزاي أخرى ، ثم قال : وقال بعضهم : هو بالحاء المهملة وبالراء المشددة فتحا وكسرا ثم بالزاي المعجمة ، ونسبة الخطأ إليه خطأ ; لأنه حكى ذلك عن بعضهم ، وليس عليه في ذلك مؤاخذة ، وقالالذهبي : علقمة بن مجزز الأعور بن جعدة الكناني المدلجي ، استعمله النبي صلى الله تعالى عليه وسلم على سرية ، وبعثه عمر رضي الله تعالى عنه على جيش إلى الحبشة فهلكوا كلهم وذكر أباه مجززا في الصحابة ، وقال القائف : روى عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قوله : " المدلجي " بضم الميم ، وسكون الدال المهملة ، وكسر اللام وبالجيم ، قال الرشاطي : المدلجي في كنانة ينسب إلى مدلج بن مرة بن عبد مناة ، منهم من أصحاب النبي صلى الله تعالى عليه وسلم مجزز المدلجي القائف المذكور في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها ، وهو مجزز بن الأعور بن جعدة بن معاذ بن عتوادة بن عمرو بن مدلج نسبه إلى ابن الكلبي قوله : " ويقال : إنها " أي : إن هذه السرية سرية الأنصاري ، وأراد بها عبد الله بن حذافة السهمي القرشي المهاجري ، وقال ابن الجوزي قوله : " الأنصاري " وهم من بعض الرواة ، وإنما هو سهمي ، وقال بعضهم : يحتمل الحمل على المعنى الأعم ، أي : أنه نصر رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في الجملة ( قلت ) : فيه نظر ; لأن هذا الاحتمال يجري في جميع الصحابة ، والأنصار خلاف المهاجرين ، وليس المراد منه المعنى اللغوي .

التالي السابق


الخدمات العلمية