صفحة جزء
4110 365 - حدثني إسحاق، أخبرنا أبو عامر العقدي، حدثنا قرة، عن أبي جمرة قلت لابن عباس رضي الله عنهما: إن لي جرة ينتبذ لي فيها نبيذ فأشربه حلوا في جر إن أكثرت منه فجالست القوم فأطلت الجلوس خشيت أن أفتضح، فقال: قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: مرحبا بالقوم غير خزايا، ولا الندامى، فقالوا: يا رسول الله، إن بيننا وبينك المشركين من مضر، وإنا لا نصل إليك إلا في أشهر الحرم، حدثنا بجمل من الأمر إن عملنا به دخلنا الجنة، وندعو به من وراءنا، قال: آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع، الإيمان بالله هل تدرون ما الإيمان بالله، شهادة أن لا إله إلا الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وأن تعطوا من المغانم الخمس، وأنهاكم عن أربع: ما انتبذ في الدباء، والنقير، والحنتم، والمزفت.


مطابقته للترجمة ظاهرة، وإسحاق هو ابن إبراهيم المعروف بابن راهويه، وأبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي، وقرة بضم القاف وتشديد الراء هو ابن خالد السدوسي، وأبو جمرة بفتح الجيم والراء نصر بن عمران الضبعي البصري.

والحديث مر في كتاب الإيمان في "باب أداء الخمس من الإيمان" بأتم منه.

قوله: (إن لي جرة) ويروى إن لي جارية فإن صحت هذه الرواية فقوله تنتبذ بتاء المضارعة للمؤنث، وعلى الرواية المشهورة تكون ننتبذ بنون المتكلم.

قوله: (في جر) يتعلق بمحذوف هو صفة "جرة" المذكورة تقديره: إن لي جرة كانت في جملة جرار، وقال الجوهري: الجرة من الخزف، والجمع جرر وجرار.

قوله: (خشيت) جواب "إن" معناه: إن أكثرت من نبيذ الجر فجالست الناس، وطال جلوسي، خشيت أن أفتضح لما أكاد تشتبه أفعالي وأقوالي بالسكارى، ومعنى البقية قد مر في الباب المذكور.

التالي السابق


الخدمات العلمية