صفحة جزء
4139 393 - حدثني محمد، حدثنا سريج بن النعمان، حدثنا فليح، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أقبل النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح، وهو مردف أسامة على القصواء، ومعه بلال، وعثمان بن طلحة حتى أناخ عند البيت ثم قال لعثمان: ائتنا بالمفتاح، فجاءه بالمفتاح ففتح له الباب فدخل النبي صلى الله عليه وسلم، وأسامة وبلال وعثمان، ثم أغلقوا عليهم الباب، فمكث نهارا طويلا ثم خرج، وابتدر الناس الدخول فسبقتهم فوجدت بلالا قائما من وراء الباب فقلت له: أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: صلى بين ذينك العمودين المقدمين، وكان البيت على ستة أعمدة سطرين صلى بين العمودين من السطر المقدم، وجعل باب البيت خلف ظهره، واستقبل بوجهه الذي يستقبلك حين تلج البيت بينه وبين الجدار، قال: ونسيت أن أسأله كم صلى، وعند المكان الذي صلى فيه مرمرة حمراء.


مطابقته للترجمة في قوله: (عام الفتح) لأن حجة الإسلام كانت فيه، وهي حجة الوداع، ومحمد شيخ البخاري ابن رافع بن أبي زيد القشيري النيسابوري كذا قاله النسائي، وقال الحاكم هو محمد بن يحيى الذهلي بضم الذال المعجمة، وسريج -بضم السين المهملة، وفتح الراء، وفي آخره جيم مصغر السرج- ابن النعمان أبو الحسن البغدادي الجوهري، وهو شيخ البخاري تارة يروي عنه بواسطة كما في هذا الموضع، وتارة بلا واسطة، وفليح بضم الفاء هو ابن سليمان.

قوله: (وهو مردف) الواو فيه للحال.

قوله: (على القصواء) وهو اسم ناقة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، وهي التي ابتاعها أبو بكر رضي الله تعالى عنه، وأخرى معها من بني قشير بثمانمائة درهم، وهي التي هاجر عليها رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، وكانت إذ ذاك رباعية، وكان لا يحمله غيرها إذا نزل عليه الوحي، وفي (عيون الأثر) كانت ناقته التي هاجر عليها تسمى القصواء، والجدعاء، والعضباء، وقيل: العضباء غير القصواء، والعضباء هي التي سبقت فشق ذلك على المسلمين، والقصواء تأنيث الأقصى، قال ابن الأثير: القصواء الناقة التي قطع طرف أذنها من قصوته قصوا فهو مقصو، وناقة قصواء، ولا يقال بعير أقصى، ولم تكن ناقة النبي صلى الله عليه وسلم قصواء، وإنما كان هذا لقبا لها، وقيل: كانت مقطوعة الأذن.

قوله: (وعثمان بن طلحة) بن أبي طلحة، واسمه عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي القرشي العبدري قتل أبوه طلحة يوم أحد كافرا، وهاجر عثمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت هجرته في هدنة الحديبية مع خالد بن الوليد، فلقيا عمرو بن العاص مقبلا من عند النجاشي يريد الهجرة فاصطحبوا جميعا [ ص: 39 ] حتى قدموا على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بالمدينة فأسلموا، وشهد عثمان فتح مكة فدفع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم مفتاح الكعبة إليه، وإلى شيبة بن عثمان، ثم نزل عثمان المدينة فأقام بها إلى أن توفي رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، ثم انتقل إلى مكة فسكنها حتى مات بها في أول خلافة معاوية سنة ثنتين وأربعين، وقيل: إنه قتل بأجنادين.

قوله: (ثم أغلقوا) ويروى غلقوا بتشديد اللام.

قوله: (فقلت له) أي لبلال رضي الله تعالى عنه.

قوله (فقال: صلى) إلى آخر الحديث رواية عبد الله بن عمر عن بلال، ومضى في الصلاة في باب الصلاة بين السواري.

قوله: (سطرين) بالسين المهملة، وفي رواية بالمعجمة، وأنكره عياض.

قوله: (حين تلج) أي حين تدخل من الولوج.

قوله: (وبينه) أي وبين الذي يسلك أو بين رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم.

قوله (مرمرة حمراء) قال الكسائي: المرمرة الرخام.

قلت: المرمرة غير الرخام، وهي معروفة، ويجمع على مرمر، والأبحاث المتعلقة به قد مرت في أبواب كثيرة؛ لأن البخاري أخرج هذا الحديث في الصلاة، وفي الجهاد، وفي المغازي، وفي الحج، وأخرجه مسلم في الحج عن جماعة، وأبو داود فيه أيضا عن جماعة، والنسائي كذلك عن جماعة، وابن ماجه كذلك عن دحيم.

التالي السابق


الخدمات العلمية