صفحة جزء
4172 426 - حدثنا مسلم، حدثنا شعبة، عن سعد، عن عروة، عن عائشة قالت: لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم المرض الذي مات فيه جعل يقول: في الرفيق الأعلى.


هذا طريق آخر في حديث عائشة عن مسلم بن إبراهيم الأزدي القصاب البصري.

قوله: (في الرفيق الأعلى) قال الجوهري: الرفيق الأعلى الجنة، وكذا روي عن ابن إسحاق، وقيل: الرفيق اسم جنس يشمل الواحد وما فوقه، والمراد به الأنبياء عليهم السلام، ومن ذكر في الآية، وقال الخطابي: الرفيق الأعلى هو الصاحب المرافق، وهو هاهنا بمعنى الرفقاء يعني الملائكة، وقال الكرماني: الظاهر أنه معهود من قوله تعالى وحسن أولئك رفيقا أي أدخلني في جملة أهل الجنة من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، والحديث المتقدم يشهد بذلك، وقيل: المراد بالرفيق الأعلى الله سبحانه وتعالى؛ لأنه رفيق بعباده، وغلط الأزهري قائل ذلك، وقيل: أراد رفق الرفيق، وقيل: أراد مرتفق الجنة، وقال الداودي: هو اسم لكل ما سما، وقال: الأعلى؛ لأن الجنة فوق ذلك، وفي التلويح: والمفسرون ينكرون قوله ويقولون: إنه صحف الرقيع بالقاف، والرقيع من أسماء السماء، ورد على هذا بما روي من الأحاديث التي فيها الرفيق، منها حديث رواه أحمد من رواية المطلب عن عائشة: "مع الرفيق الأعلى مع الذين أنعم الله عليهم إلى قوله: رفيقا" ومنها حديث رواه النسائي من رواية أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه، وفيه فقال: أسأل الله الرفيق الأسعد مع جبريل وميكائيل وإسرافيل، ومنها رواية الزهري في الرفيق الأعلى، ورواية عباد عن عائشة: "اللهم اغفر لي، وارحمني، وألحقني بالرفيق الأعلى" وفي رواية عن ذكوان عن عائشة: فجعل يقول: في الرفيق الأعلى حتى قبض، ورواية ابن أبي مليكة عن عائشة "وقال: في الرفيق الأعلى" وعن الواقدي: إن أول كلمة تكلم بها صلى الله عليه وسلم وهو مسترضع عند حليمة: "الله أكبر" وآخر كلمة تكلم بها كما في حديث عائشة: "في الرفيق الأعلى" وروى الحاكم من حديث أنس: "إن آخر ما تكلم به: جلال ربي الرفيع".

التالي السابق


الخدمات العلمية