صفحة جزء
6239 باب وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس


أي : هذا باب في قول الله تعالى : وما جعلنا إلى آخره ، قال الثعلبي : في قوله تعالى : وما جعلنا الآية ، قال قوم : هي رؤيا عين ما رأى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ليلة المعراج من العجائب والآيات ، فكان ذلك فتنة للناس ، فقوم أنكروا وكذبوا ، وقوم ارتدوا ، وقوم حدثوا .

قوله : " إلا فتنة أي : بلاء للناس ، وقيل : رأى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بني أمية ينزون على منبره نزو القردة فساءه ذلك ، فما استجمع ضاحكا حتى مات ، فأنزل الله تعالى وما جعلنا الرؤيا التي أريناك الآية ، وقيل : إنما فتن الناس بالرؤيا والشجرة لأن جماعة ارتدوا وقالوا : كيف سري به إلى بيت المقدس في ليلة واحدة ، وقالوا : لما أنزل الله تعالى شجرة الزقوم كيف تكون في النار شجرة لا تأكلها ، فكانت فتنة لقوم واستبصارا لقوم منهم أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه ، ويقال : إنه سمي صديقا ذلك اليوم ، وأصل الفتنة في الأصل الاختبار ثم استعملت في الكفر كقوله تعالى : والفتنة أشد من القتل وفي الإثم كقوله تعالى : ألا في الفتنة سقطوا وفي الإحراق كقوله : إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات وفي الإزالة عن الشيء كقوله : وإن كادوا ليفتنونك وغير ذلك ، والمراد بها في هذا الموضع الاختبار .

التالي السابق


الخدمات العلمية