صفحة جزء
6468 1 - حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل قال: قال عبد الله: قال رجل: يا رسول الله، أي الذنب أكبر عند الله؟ قال: أن تدعو لله ندا وهو خلقك، قال: ثم أي؟ قال: ثم أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك، قال: ثم أي؟ قال: ثم أن تزاني بحليلة جارك، فأنزل الله عز وجل تصديقها والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك الآية .


مطابقته للترجمة للآية المذكورة في قوله: ولا يقتلون النفس التي حرم الله وجرير هو ابن عبد الحميد ، والأعمش هو سليمان ، وأبو وائل هو شقيق بن سلمة ، وعمرو بفتح العين: ابن شرحبيل بضم الشين المعجمة وفتح الراء وسكون الحاء المهملة وكسر الباء الموحدة وسكون الياء آخر الحروف، الهمداني الكوفي، وعبد الله هو ابن مسعود رضي الله تعالى عنه .

والحديث مضى في التفسير عن عثمان بن أبي شيبة ، وفي الأدب عن محمد بن كثير ، وسيجيء في التوحيد أيضا، ومضى الكلام فيه .

قوله: "ندا" بكسر النون وتشديد الدال المهملة، وهو النظير والمثل وكذلك النديد.

قوله: "وهو خلقك" الواو فيه للحال.

قوله: "ثم أي" بفتح الهمزة وتشديد الياء، أي ثم أي ذنب بعد ذلك؟

قوله: "خشية أن يطعم" أي لأجل خشية أن يطعم معك، قيل: القتل مطلقا أعظم، فما وجه هذا التقييد؟ وأجيب بأنه خرج مخرج الغالب إذ كانت عادتهم ذلك، وهذا المفهوم لا اعتبار له، وجواب آخر: وهو أن فيه شيئين: القتل وضعف الاعتقاد في أن الله هو الرزاق ، وهذا نظير قوله تعالى: ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق وقوله تعالى: قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم .

قوله: "بحليلة" أي بزوجة جارك، وهو بفتح الحاء المهملة، وفيه الزنا والخيانة مع الجار الذي أوصى الله بحفظ حقه.

قوله: "فأنزل الله تصديقها" أي تصديق هذه الأشياء المذكورة في سورة الفرقان وهو قوله عز وجل: والذين لا يدعون مع الله إلى آخر الآية.

قوله: "الآية" أي اقرأ تمام الآية يلق أثاما قال مجاهد : الأثام: واد في جهنم، وقال سيبويه والخليل : أي يلق جزاء الأثام، وقال القتبي : الأثام العقوبة .

التالي السابق


الخدمات العلمية