صفحة جزء
6862 63 - حدثنا موسى ، حدثنا أبو عوانة ، حدثنا عبد الملك ، عن وراد كاتب المغيرة قال : كتب معاوية إلى المغيرة : اكتب إلي ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكتب إليه : إن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر كل صلاة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد ، وكتب إليه إنه كان ينهى عن قيل وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال ، وكان ينهى عن عقوق الأمهات ووأد البنات ومنع وهات .


مطابقته للجزء الأول للترجمة في قوله : " وكثرة السؤال " .

وموسى هو ابن إسماعيل ، وأبو عوانة بفتح العين المهملة اسمه الوضاح اليشكري ، وعبد الملك هو ابن عمير ، ووراد بفتح الواو وتشديد الراء كاتب المغيرة بن شعبة ومولاه .

والحديث أخرجه البخاري في مواضع في الصلاة في باب الذكر بعد الصلاة ، فإنه أخرجه هناك عن محمد بن يوسف إلى قوله : " منك الجد " ، وفي الرقاق عن علي بن مسلم ، وفي القدر عن محمد بن سنان ، وفي الدعوات عن قتيبة ، ومضى الكلام فيه في هذه المواضع .

قوله : " في دبر " أي في عقب كل صلاة ، قوله : " الجد " أي البخت والحظ أو أب الأب ، وبالكسر الاجتهاد ، أي لا ينفع ذا الغنى أو النسب أو الكد والسعي منك غناه ، وإنما ينفعه الإيمان والطاعة ، وقال الخطابي : " من " هاهنا بمعنى البدل ، وقال الجوهري : معنى " منك " هاهنا عندك تقديره ولا ينفع هذا الغنى عندك غنى ، وإنما ينفعهم العمل بطاعتك ، قوله : " وكتب إليه " عطف على قوله : " فكتب إليه " وهو موصول بالسند المذكور ، قوله : " عن قيل وقال " بلفظ الاسمين وبلفظ الفعلين الماضيين ، أي نهى عن الجدال والخلاف أو عن أقوال الناس ، قوله : " وكثرة السؤال " أي عن المسائل التي لا حاجة إليها ، أو عن أخبار الناس أو عن أحوال تفاصيل معاش صاحبك ، أو هو سؤال للأموال الاستكثار من المنافع الدنيوية ، قوله : " وإضاعة المال " هو صرفه في غير ما ينبغي ، قوله : " عن عقوق الأمهات " جمع أم وأصلها أمه ; فلذلك تجمع على أمهات ، وقال بعضهم : الأمهات للناس والأمات للبهائم ، قاله الجوهري ، وإنما اقتصر على الأمهات لأن حرمتهن آكد من الآباء ، ولأن أكثر العقوق يقع للأمهات ، قوله : " ووأد البنات " هو دفنهن أحياء تحت التراب ، وهذا كان من عادتهم في الجاهلية ، قوله : " ومنع " أي ومنع الرجل ما توجه عليه من الحقوق ، قوله : " وهات " أي ونهى عن طلب الرجل ما ليس له حاجة إليه ، وقال الجوهري : تقول هات يا رجل التاء أي أعطني وللاثنين هاتيان وللجمع هاتوا وللمرأة هاتي وللمرأتين هاتيا وللنساء هاتين مثل عاطين ، وقال الخليل : أصل هات من آتى يؤتى فقلبت الألف هاء .

التالي السابق


الخدمات العلمية