صفحة جزء
6883 باب قول الله تعالى أو يلبسكم شيعا


أي هذا باب في ذكر قول الله عز وجل أو يلبسكم شيعا وأوله قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا وفي الآية أقوال ، قال ابن عباس : من فوقكم أئمة السوء أو من تحت أرجلكم خدم السوء ، وقيل الأتباع ، وقال الضحاك : من فوقكم أي كباركم أو من تحت أرجلكم من سفلتكم ، وقال أبو العباس : من فوقكم يعني الرجم ، ومن تحت أرجلكم يعني الخسف ، قوله : " أو يلبسكم شيعا " الشيع الفرق ، والمعنى شيعا متفرقة مختلفة لا متفقة ، يقال لبست الشيء خلطته ، وألبست عليه إذا لم تبينه ، وقال ابن بطال : أجاب الله دعاء نبيه صلى الله عليه وسلم في عدم استئصال أمته بالعذاب ، ولم يجبه في أن لا يلبسهم شيعا أي فرقا مختلفين ، وأن لا يذيق بعضهم بأس بعض أي بالحرب والقتل بسبب ذلك ، وإن كان ذلك من عذاب الله لكنه أخف من الاستئصال ، وفيه للمؤمنين كفارة .

التالي السابق


الخدمات العلمية