صفحة جزء
280 - " أخاف على أمتي من بعدي خصلتين: تكذيبا بالقدر؛ وتصديقا بالنجوم " ؛ (ع عد خط) في كتاب النجوم؛ عن أنس ؛ (ض).


(أخاف على أمتي بعدي) ؛ وفي نسخ: " من بعدي" ؛ ولا وجود لها في نسخة المؤلف؛ التي بخطه؛ (خصلتين) ؛ تثنية " خصلة" ؛ وهي كما في الصحاح بالفتح؛ الخلة؛ وفي الأساس: " الخصلة" : المرة من " الخصل" ؛ وهي الغلبة في الفضائل؛ يقال: فضلهم خصلة؛ وخصالا؛ وأصل " الخصل" : القطع؛ قال: ومن المجاز: " فيه خصلة حسنة" ؛ و" خصال" ؛ وخصالات كرام" ؛ (تكذيبا بالقدر؛ وتصديقا بالنجوم) ؛ فإنهم إذا صدقوا بتأثيراتها مع قصور نظرهم على الأسباب القريبة السافلة والانقطاع عن الترقي إلى مسبب الأسباب؛ هلكوا بلا ارتياب؛ فمعرفة الأسباب من حيث كونها معرفة غير مذمومة؛ لكنها تجر إلى الإضرار بأكثر الخلق؛ والوسيلة إلى الشر؛ فلما نظر المصطفى - صلى الله عليه وسلم - إلى ما يتولد منه من الشر؛ خاف على أمته منه؛ وفيه كمال شفقته عليهم؛ ونظره بالرحمة إليهم؛ قال منجم لعلي - كرم الله وجهه - لما قصد النهروان: لا تسر في موضع كذا؛ وسر في موضع كذا؛ فقال: " ما كان محمد يعلم ما ادعيت؛ اللهم لا طير إلا طيرك؛ وما كان لعمر منجم؛ وقد فتح بلاد كسرى وقيصر" .

(ع عد خط؛ في) ؛ كتاب (النجوم؛ عن أنس ) ؛ ابن مالك ؛ وهو حسن لغيره؛ انتهى.

التالي السابق


الخدمات العلمية