التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4638 [ ص: 465 ] ( 74 ) سورة المدثر

1 - باب:

قال ابن عباس: عسير شديد. قسورة : ركز الناس وأصواتهم. وقال أبو هريرة: الأسد وكل شديد قسورة، مستنفرة نافرة مذعورة.

4922 - حدثنا يحيى، حدثنا وكيع، عن علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير: سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن عن أول ما نزل من القرآن، قال: يا أيها المدثر [ المدثر: 1] قلت: يقولون: اقرأ باسم ربك الذي خلق [ العلق: 1] فقال أبو سلمة: سألت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن ذلك وقلت له مثل الذي قلت، فقال جابر: لا أحدثك إلا ما حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -قال: " جاورت بحراء، فلما قضيت جواري هبطت، فنوديت، فنظرت عن يميني فلم أر شيئا، ونظرت عن شمالي فلم أر شيئا، ونظرت أمامي فلم أر شيئا، ونظرت خلفي فلم أر شيئا، فرفعت رأسي فرأيت شيئا، فأتيت خديجة فقلت دثروني وصبوا علي ماء باردا -قال: - فدثروني وصبوا علي ماء باردا قال فنزلت يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر [ المدثر: 1 - 3]. [ انظر:4 - مسلم:161 - فتح: 8 \ 676]


هي مكية، والجمهور على أنه المدثر بثيابه، وقال عكرمة : بالنبوة وأعبائها حكاه الماوردي . وقال عطاء بن أبي مسلم نزلت: يا أيها المزمل قبل: يا أيها المدثر .

[ ص: 466 ] ( ص ) ( وقال ابن عباس عسير : شديد ) أخرجه ابن أبي حاتم عن أبيه كما سلف أيضا.

( ص ) ( قسورة : ركز الناس وأصواتهم. وكل شديد قسورة وقسور ) أخرجه أيضا من حديث عطاء ، عن ابن عباس ، يريد: فرت من ( ضبى ) الناس وأصواتهم، وروى عبد بن حميد عن أبي حمزة قال: قلت لابن عباس : أرأيت قوله: فرت من قسورة أهو الأسد؟ قال: ما هي بلغة أحد من العرب -أو قال الناس- إنما هي عصب الرجال. وفي رواية: الرماة.

( ص ) ( وقال أبو هريرة : قسورة: الأسد ) - أخرجه عبد بن حميد من حديث زيد بن أسلم ، عن ابن سيلان، عنه وقال سعيد بن جبير : هم القناص. ووزن قسورة: فعولة من القسر وهو القهر والغلبة.

ثم قال البخاري : حدثنا يحيى، ثنا وكيع ، عن علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير : سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن عن أول ما نزل من القرآن، قال: يا أيها المدثر قم فأنذر [ المدثر: 1] ". . الحديث.

يحيى هذا وقع في بعض النسخ أنه ابن موسى الحداني، وقد أسلفنا في أول الإيمان من هذا الشرح أن الجمهور على أن أول ما نزل من القرآن اقرأ باسم ربك ، ثم المدثر من جملة ما أنزل أولا أيضا.

التالي السابق


الخدمات العلمية