صفحة جزء
4526 ص: وقد أنكره أيضا عليها أسامة بن زيد -رضي الله عنهما-، حدثنا ربيع المؤذن، قال: ثنا شعيب بن الليث ، عن جعفر بن ربيعة ، عن عبد الرحمن بن هرمز ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: "كانت فاطمة بنت قيس تحدث عن رسول الله -عليه السلام- أنه قال لها: اعتدي في بيت ابن أم مكتوم". .

وكان محمد بن أسامة بن زيد قد أنكر من ذلك، يقول: "كان أسامة إذا ذكرت فاطمة -رضي الله عنهما- من ذلك شيئا رماها بما كان في يده".

فهذا أسامة بن زيد قد أنكر من ذلك أيضا ما أنكره عمر بن الخطاب .


ش: أي وقد أنكر الحديث المذكور أيضا على فاطمة أسامة بن زيد بن حارثة؛ وذلك لأنه كان إذا ذكرت فاطمة من ذلك شيئا رماها بما كان في يده، فلو لم يكن عنده علم من النبي -عليه السلام- يخالف ما ذكرته فاطمة لما كان ينكر عليها، ولا رماها بما كان في يده حين تذكر من ذلك شيئا.

وأخرج ما روي عن أسامة بإسناد صحيح.

عن ربيع بن سليمان المؤذن صاحب الشافعي، وشيخ أبي داود والنسائي وابن ماجه، وثقه الخطيب وابن حبان .

عن شعيب بن الليث، روى له مسلم وأبو داود والنسائي .

عن الليث بن سعد ، عن جعفر بن ربيعة بن شرحبيل بن حسنة الكندي المصري روى له الجماعة، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج روى له الجماعة، عن أبي سلمة عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف، روى له الجماعة ... إلى آخره.

ومحمد بن أسامة بن زيد بن حارثة الضبي المدني، وثقه ابن سعد وابن حبان، وروى له الترمذي .

[ ص: 119 ] وأخرجه ابن حزم في "المحلى" : ثنا حمام بن أحمد ، نا عباس بن أصبغ، نا محمد بن عبد الملك بن أيمن، نا مطلب، نا أبو صالح -هو عبد الله بن صالح كاتب الليث بن سعد- نا جعفر ، عن ابن هرمز ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال: "كان محمد بن أسامة بن زيد يقول: كان أسامة إذا ذكرت فاطمة عن ذلك [شيئا] من ذلك -يعني عن انتقالها في عدتها- رماها بما في يده". ثم قال ابن حزم: وهذا ساقط؛ لأن راويه عبد الله بن صالح كاتب الليث وهو ضعيف جدا.

قلت: لا نسلم ذلك؛ لأن يحيى بن معين كان يوثقه، وروى عنه البخاري في الصحيح على الصحيح ولكنه يدلسه فيقول: حدثنا عبد الله. وقال أبو زرعة: لم يكن عندي ممن يتعمد الكذب وكان حسن الحديث، وروى له أبو داود والترمذي وابن ماجه .

ولئن سلمنا ما قاله فهذا شعيب بن الليث في طريق الطحاوي تابعه في ذلك. والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية